وفي صبيحة اليوم التالي اجتمع الناس في المسجد منتظرين عثمان بن حنيف ليصلي حيث لم يبلغهم نقض الناكثين للهدنة إلاّ أنهم فوجئوا بتقدم طلحة والزبير كل منهمـا يريد أن يصلي بالناس وتدافعا حتى كادت الشمس أن تشرق وتصايح الناس ووصل الخبر عائشة فأمرت أن يتناوب في الصلاة عبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة.

ولما علمت عبد قيس بما جرى على عثمان رضوان الله عليه انتدب حكيم بن جبلة رضوان الله عليه بمن معه من المؤمنين للدفاع عن عثمان رضوان الله عليه فدارت بينهم وبين الناكثين معركة انتهت بشهادة حكيم بن جبلة رضوان الله عليه وأخيه وعدد كبير ممن معه ونتج عن ذلك ترك عبد قيس البصرة وعسكروا خارجها بانتظار قدوم أمير المؤمنين عليه السلام.

وهكذا انقسم البصريون إلى ثلاث فئات، فئة مع عائشة والناكثين، وفئة مع أمير المؤمنين عليه السلام وفئة اختارت الاعتزال وهم على قسمين:

1ـ من لم يرد الاشـتراك في الأمر وهم الأزد وسيدهم كعب بن سور قاضي عمر على البصرة.

2 ـ بنو سعد من بني تميم ورأسهم الأحنف بن قيس بعد أن أخبر أمير المؤمنين عليه السلام انه ان كان إلى جنبه تبعه بضع مئات من قومه، وإن اعتزل القتال أغمد أربعة الآف سيف من تميم فأمره عليه السلام بالاعتزال.

وبعد أن فرض الناكثون سلطتهم على البصرة بعثت عائشة إلى المدينة واليمامة والكوفة والشام بكتبها تخبرهم بتطورات الأوضاع في البصرة وإنها في سلطتهم وإن معاوية بايع لهم في الشام ودعتهم إلى النصرة قبل أن يصل إليهم أمير المؤمنين عليه السلام واستبشرت حفصة برسالتها وأظهرت السرور وأمرت جواريها بضرب الدفوف فرحاً بانتصارات الناكثين فتصدت لها السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام ـ