نام کتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية نویسنده : الحلو، محمد علي جلد : 1 صفحه : 133
هذه الدعوة العباسية على حساب ما
تواتر من أن المهدي من ولد فاطمة, فكان زائدة أحد اطراف النزاع العقائدي الذي شارك
في التمويه على الأمّة وكون المهدي من آل العباس وليس من آل علي كما سعى إليها
العباسيون لكن دون جدوى.
الشبهة الثانية
إذا ثبت أن الإمام لابد من وجوده فلِمَ غاب؟ ثم ما فائدة غيبته على كل حال؟
الجواب: إن الجواب على سبب الغيبة لا يتم ما لم يسلم المستشكل على صحة
وجود الإمام, فإن سلم بوجوده فقد سلم بعصمته لأن عصمته فرع وجوده, ولأنّ غيبته فرع
عصمته, اذ كل ما يصدر من المعصوم فهو معصوم, أي أن المعصوم لا يصدر منه الخطأ فإذا
سلم بذلك سلم بصحة الحكمة من غيبته حتى لو لم يعرف حكمتها فعلاً, كما في قولنا لِمَ
رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام الحديبية عن عمرته وأعطى سهيل بن عمر جميع
ما اراده حتى محا البسملة من كتاب الصلح كما أراد سهيل وأجابه بأن يرد كل من أتاه
ليسلم على يده إلى غيرها من الشروط المجحفة التي رضي بها النبي صلى الله عليه وآله
وسلم كل ذلك لصحة عمل المعصوم والتسليم بما يفعله ويختاره, وكذلك هي غيبة الإمام
بعد تسليمنا بوجوده لعصمته وحكمته في كل ما يفعله, مع أن وجه الحكمة قد خفي علينا
إلا ما ظهر من بعضها وهي خوفه من الأعداء, إذ العقلاء يحكمون بوجوب ذلك فيما إذا
دهم الشخص الخطر فلابد من دفعه بغيبته عن أعدائه, وغيبة موسى لما خاف القتل كما
صرح بها القرآن الكريم: