رغم
صحة الرواية، إلّاأنّها لا يثبت بها ضعف المعلّى؛ وذلك لأنّه عند مراجعة الروايات
المروية عنه نجد أنّه لم يكن فيها مثل هذا الاعتقاد، وقد يكون صدر منه هذا الرأي
في بداية تعرّفه على التشيع، علماً أنّه كوفي، والكوفة كانت تحوي حركة نشطة
للغلاة، فتأثر المعلّى بآرائهم، وتذاكر مع أبي يعفور بهذا الرأي، وعند لقائهم
بالإمام الصادق عليه السلام صحح ما قال المعلّى، بعد ما عرف الحقيقة لم يعترض على
الإمام أو يصر كإصرار الغلاة، واعتقد الاعتقاد الصحيح، وإليك ما جرى على لسانه في
نقله لأحاديث الإمام الصادق عليه السلام منها.
1.
عن المعلّى بن خُنَيس، عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله عز و جل:
«وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ»[220]
مَن يتخذ دينه رأيه بغير هدي من هدى الأئمة[221].
فالمعلّى
يعتقد أنّ الأئمّة مصدر الهداية، ومَن قال برأيه ضلَّ وهلك.
[216]. رجال النجاشي، ص 334،
رقم 897؛ رجال الطوسي، ص 379، رقم 5615.
[217]. رجال النجاشي، ص 226،
رقم 595؛ رجال الطوسي، ص 360، رقم 5332.