وكان
العباسيون يرصدون تحرك المعلّى بن خُنَيس، وكان بعض الوشاة ينقل لهم ما يقوم به
المعلّى.
روى
الكليني بسنده عن صفوان الجمّال قال: إنَّ أبا جعفر المنصور قال لأبي عبداللَّه
عليه السلام: رُفعإليَّ أنّ مولاك المعلّى بن خُنَيس يدعو إليك ويجمع لك
الأموال؟!
فقال:
واللَّه ما كان. إلى أن قال المنصور: فأنا أجمع بينك وبين من سعى بك.
فجاء
الرجل الذي سعى به فقال له أبو عبداللَّه عليه السلام: يا هذا أتحلف؟
فقال:
نعم، واللَّه الذي لا إله إلّاهو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم لقد فعلت.
فقال
أبو عبداللَّه عليه السلام: ويلك تبجّل اللَّه فيستحيي من تعذيبك، ولكن قل: برئت
من حول اللَّه وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي.
فحلف
بها الرجل، فلم يستتمها حتى وقع ميتاً، فقال أبو جعفر المنصور:
لا
أصدق عليك بعد هذا أبداً. وأحسن جائزته ورده[75].
ونتيجة
حركته هذه كان الإمام الصادق عليه السلام يخشى عليه من أن يُقتل بأيدي أعدائهم،
لذا قال له: يا معلّى، لا تكونوا إسراء في أيدي الناس بحديثنا، إن شاؤوا آمنوا،
وإن شاؤوا قتلوكم[76].
وأسرَّ
أبا بصير بما يعلمه من مصير المعلّى فقال له: يا أبا بصير، اكتم عليَّ ما أقوله
لك في المعلّى بن خُنَيس.
[74]. رجال الكشي، ج 2، ص
679، رقم 715؛ بحارالأنوار، ج 87، ص 369؛ مستدرك الوسائل، ج 6، ص 146؛ مجمع
الرجال، ج 6، ص 110؛ معجم رجال الحديث، ج 18، ص 241، رقم 12496.
[75]. الكافي، ج 6، ص 445( ح
3)؛ وسائل الشيعة، ج 23، ص 269( ح 29550).