بَيْد أنّ هذا العلم ليس قابلًا
للتعلّم، طريق كسبه في الخطوة الاولى إزالة الحجب، وفي الخطوة الثانية إعداد
الشروط اللّازمة لظهوره.[41]
إنّ نور العلم متأصّل في فطرة
الإنسان، وكسبه يعني تهيئة الشروط لازدهار الفطرة، وحينئذٍ يظهر العلم نفسه كما
روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله:
العِلمُ مَجبولٌ في قُلوبِكُم،
تَأدَّبوا بِآدابِ الرَّوحانِيّينَ يَظهَر لَكُم.[42]
إنّ دور الطالب في كسب نور العلم هو
إعداد الأرضيّة لظهوره فحسب، وإلّا فإنّ مصباح نور العلم المتألّق، هديّة إلهيّة
للصالحين، تفاض عليهم من عالم الغيب، فتنير أعماق قلوبهم:
العِلمُ نورٌ وضياءٌ يَقذِفُهُ
اللَّهُ في قُلوبِ أولِيائِهِ.[43]
إنّ النقطة المهمّة اللافتة للنظر هي
أنّ نور العلم وإن كان غير قابل للتعليم والتعلّم لكنّ مقدّماته تحتاج إليهما لا
محالة، وأكبر مهمّات الأنبياء وأوصيائهم وورثتهم- العلماء الربّانيّين-[44]
هي تعليم مقدّمات هذا العلم.
وجدير بالذّكر إنّ ما جاء في هذا
الكتاب من الآداب والأحكام حول التعليم والتعلّم والعالِم، في الحقيقة تمام الكلام
في باب مقدمات تحصيل نور العلم والمعرفة، ممّا يحتاج إليه الأساتذة وطلّاب العلوم
الإسلاميّة حاجة ماسّة، وإنّه