فَطَعِموا، ثُمَّ جَلَسوا يَتَحَدَّثونَ، وإذا هُوَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلقِيامِ فَلَم يَقوموا، فَلَمّا رَأى‌ ذلِكَ قامَ، فَلَمّا قامَ قامَ مَن قامَ وقَعَدَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لِيَدخُلَ فَإِذَا القَومُ جُلوسٌ، ثُمَّ إنَّهُم قاموا.

فَانطَلَقتُ فَجِئتُ فَأَخبَرتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أنَّهُم قَدِ انطَلَقوا، فَجاءَ حَتّى‌ دَخَلَ فَذَهَبتُ أدخُلُ، فَأَلقَى الحِجابَ بَيني وبَينَهُ. فَأَنزَلَ اللَّهُ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ» الآيَةَ.[263]

نكتة

قد تكون الدعوة للضيافة لتناول وجبة واحدة من الطعام في منزل المضيّف فينبغي للضيوف الالتزام بذلك، والروايات الواردة أعلاه ناظرة لهذا القسم من الضيوف، وتوصيهم بالبقاء لفترة محدودة عنده؛ رعاية لحاله.

وقد تنجرّ الضيافة لبقاء الضيف مدّة أكثر من ذلك، وتناوله أكثر من وجبة طعام، والروايات التالية ناظرة لهذا القسم من الضيوف وتوصيهم بعدم البقاء أكثر من ثلاثة أيّام؛ لئلّا يتضايق المضيّف أو يتكدّر خاطره.

4/ 15 مُراقَبَةُ كَرامَةِ نَفسِهِ في الإقامَةِ

205. رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: الضِّيافَةُ أوَّلَ يَومٍ وَالثّانِيَ وَالثالِثَ، وما بَعدَ ذلِكَ فَإِنَّها صَدَقَةٌ تُصَدِّقَ بِها عَلَيهِ.[264]

[263]. صحيح البخاري: ج 4 ص 1799 ح 4513، صحيح ابن حبّان: ج 12 ص 391 ح 5578، السُنن الكبرى: ج 7 ص 140 ح 13503، الدرّ المنثور: ج 6 ص 640.

[264]. الكافي: ج 6 ص 283 ح 2، الخصال: ص 149 ح 181 كلاهما عن عبد اللَّه بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام، بحارالأنوار: ج 75 ص 463 ح 3.