بال النسوان المسلمات يسبين. ثم فقالت: ما بالكم يا معاشر العرب، تصونون
حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم؟ فقيل لها: لأنكم قلتم: لا نصلي (ولا نصوم) ولا نزكي فقالت:
ليس الأمر على ما زعمتم، والله ما قالها أحد من بني حنيفة وإنّا نضرب صبياننا على
الصلاة من التسع وعلى الصيام من السبع, وإنّا لنخرج الزكاة من حيث يبقى في جمادى الآخرة
عشرة أيام ويوصي مريضنا بها لوصية, والله يا قوم ما نكثنا ولا غيرنا ولا بدلنا حتى
تقتلوا رجالنا وتسبوا حريمنا إنما قلنا: إنّ رسول الله’ كان يبعث كل سنة رجلاً يأخذ منا
صدقاتنا من الأغنياء من جملتنا، يفرقها على فقرائنا فافعل أنت كذلك [527].
زواجها من أمير المؤمنين
اختار كل رجل منهم واحدة من السبايا, وجاء طلحة, وخالد بن عنان, ورميا
بثوبين إلى خولة فأراد كل واحد منهما أن يأخذها من السبي, قالت: لا يكون هذا أبداً
ولا يملكني إلا من يخبرني الكلام الذي قلته ساعة ولدت, قال أبو بكر: قد فزعت من القوم
فكانت لم تر ذلك قبله فتكلم بما لا تحصيل له, فقالت والله إنّي صادقة, إذ جاء علي
بن أبي طالب علیه السلام فوقف ونظر إليهم وإليها وقال علیه السلام : اصبروا حتى أسألها عن حالها ثم ناداها
يا خولة اسمعي الكلام, ثم قال علیه السلام : لما كانت أمك حاملة بك وضربها الطلق واشتد بها الأمر
نادت اللهم سلمني من هذا المولود فسبقت تلك بالنجاة, فلما وضعتك ناديت من تحتها لا
إله إلا الله محمد رسول الله, عما قليل سيملكني سيد سيكون له ولد مني, فكتبت أمك