ومكانته عند الله فلا يقل شأنا عن الرسل والأنبياء؛
بدليل أنّ الشك في إيمانه يلزم منه انحراف بالعقيدة ويستحق على ذلك النار, وهذا ما
لا يتأتى إلا لنبي أو وصي لأنّ له ارتباط بالغيب وينطق عن الله, فإذا شك به أو
كذّبه فقد شك وكذّب بالله فيكون مصيره الهلاك, وإلا لو أنّ شخصاً شك في إيمان زيد
من الناس ولو كان مسلماً لا يلزم خروجه من العقيدة ولا يصبح كافراً ومن ثم يكون
مصيره النار.
الثاني: أشعاره في نصرة
النبيوتأييده
إنّ أشعاره علیه السلام
التي تدل على مدى إيمانه ومجابهته أعداء الإسلام, هي كثيرة وربما تبلغ أكثر من
مجلد, وقد ذكر عن ابن شهر آشوب المازندراني في كتابه متشابهات القرآن عند قوله
تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ
لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [223]:
إنّ أشعار أبي طالب الدالة على إيمانه تزيد على ثلاثة آلاف بيت يكاشف فيها من
يكاشف النبي’ و يصحح نبوته [224].ونحن هنا نقتصر على أنموذجٍ منها كي لا نخرج بعيداً عن موضوع
الكتاب والفصل, فمن تلك الأشعار ما جاء في وصيته بالنبي’: