لما بيَّن تعالى حال المنافقين،
وأنَّهم يتربصون الدوائر بالمؤمنين، وأن قوما منهم يرتدون بعد وفاة النبي (ص)،
وأنَّهم لا ينالون أمانيهم، والله ينصر دينه بقوم لهم صفات مخصوصة، أشارت لها
الآية الكريمة.
واختلف فيمن وصف بهذه الأوصاف على
أقوال أصحّها والتي لها شواهد وأدلة أنَّ المقصود بالآية هم أمير المؤمنين علي (ع)
وأصحابه، حين قاتل من قاتله من الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وروي ذلك عن عمار،
وحذيفة، وابن عباس، وهو المروي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (ع)
[2].
ويؤيد هذا القول أنَّ النبي (ص)
وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية، فقال فيه، وقد ندبه لفتح خيبر، بعد أن رد
عنها حامل الراية إليه، مرة بعد أخرى، وهو يجبن الناس ويجبنونه:
«لأعطين الراية غدا رجلا، يحب
الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يده»
[3]
ثمَّ أعطاها إياه.
فأمّا الوصف باللين على أهل
الإيمان، والشدة على الكفار، والجهاد في سبيل الله، مع