إنساني عاملٌ لله، كلّ أوضاعه عادلة، فإنه يحرص على أن لا تبقى مسلماً فرداً، عليك أن تطلب دائماً بناء المجتمع الإسلامي ولو بأن تضع الحجر الأولى لهذا البناء الشامخ بأن تكسب أخوّة الإنسان المؤمن، وتقيم وحدة اجتماعية أولية تنطلق بقوّة وفاعلية لبناء المجتمع الإسلامي الكبير.

الأخوّة الإيمانية في الإسلام للبناء، للتطوير، للتفاعل الإيجابي على المستوى الفكري والروحي والعملي، وتبادل العطاءات على المستوى الإيماني والنفسي وكل مستوى نافع من أجل التقدّم بمسيرة الحياة [1].

2- فائدة استكثار الإخوان:

«استكثروامن الإخوان فإنّ لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة» [2]، وهذا أثر أخرويّ يستحق الحرص الشديد من المؤمن عليه، على أنّ الشفاعة وحتّى أكبر شفاعة تحتاج إلى قابلية محل واستعداداً وأهليّة في المشفوع له؛ وإلا فمن أغضب الله عزوجل غضباً يخرجه عن رحمته فإنّ الشفاعة لا تجدي معه.

«من لميرغب في الاستكثار من الإخوان ابتلي بالخسران‌» [3]، إذا كان المؤمن كنزاً وفيراً، ثميناً غالياً فكيف لا يكون الزهد فيه زهداً في الخير وهو من الزهد الخسارة؟!

مكسب كبير يعين على حمل ثقل الحياة ويعين على الوصول إلى الجنة،

[1] وقال حفظه الله في خطبة أخرى: «وربما يكون معنى الحديث أنّه عمل على هداية إنسان للإسلام وبذلك ينضاف أخجديد من إخوة الإسلام إلى هذا الشخص، وقد يذهب الحديث إلى أنّ المسلم الذي يطلبالأخوة الخاصة المضافة بالنسبة إلى مسلم آخر يبني الله له برجاً في الجنة، والمعنىالثاني أظهر» خطبة الجمعة (264) 30 ذي القعدة 1427 ه-- 22 ديسمبر 2006 م.

[2] المصدر نفسه: 39.

[3] ميزان الحكمة، الريشهري، ج 1، ص 39.