النظر إلى الأخ في الله بمودّة عبادة

تجدون أنّ الإسلام يعتزّ بالأخوة في الله اعتزازاً كبيراً، حتى يعدّ هذه الأخوة عبادة، «النظر إلى الأخ في الله عزّ وجلّتَوَدُّه عبادة» [1].

العبادة بمعناها الواسع تشمل كل خطوة قويمة، وكل عمل نافع، وكل ما يبني الإنسان أو يبني أوضاعه بناءً صحيحاً إذا كان المقصود من ذلك وجه الله تبارك وتعالى. أيّ عمل حسن تقصد به وجه ربك الكريم فهو عبادة ولا عبادة لله عزوجل إلا بما هو حسن. والنظر إلى الأخ نظرة مشبّعة بروح المودة والمحبة إذا كان ذلك من أجل الله عزوجل يكتب لك عبادة [2].

نظرك لأخيك المؤمن:

1- يُثبّت العلاقة بينكما، ويدفع بها إلى الأمام.

2- ولأنّها نظرة الحبّ الخالص التي تقوم على طهر الإيمان، والصفاء والصدق، فهي قادرة على صنع المشاعر الكريمة في نفس الآخر، وعلى أن تنبت مشاعر حبّ مماثلة لا بدّ أن تطفح في تعامل الآخر معك.

لا يكفي أن تنشئ أخوة مع الطرف الآخر من المؤمنين، وإنما يُراد لك أن ترعى هذه الأخوة وحقوقها، وأن تغذّيها وتسقيها من أجل أن تترعرع شجرتها. وإنّه يراد لك أن تقوي هذه العلاقة، أن تكون شجرة وارفة الظل، ومثالًا حيّاً للعلاقات الإنسانية الكريمة من أجل أن ينتشر النموذج الطيّب الرائع لهذه العلاقات في المجتمع المؤمن ليكون أقوى مجتمع، وأطهر مجتمع، والمجتمع النموذجي الذي يشعّ بالخير على كل العالم‌ [3].

[1] ميزان الحكمة، الريشهري، ج 1، ص 40.

[2] خطبة الجمعة (265) 8 ذي الحجة 1427 ه-- 29 ديسمبر 2006 م.

[3] خطبة الجمعة (346) 22 ذو القعدة 1429 ه-- 21 نوفمبر 2008 م.