responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام قاعدة و منهج حياة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 21

وقِلًا، متابعةً أو مقاطعةً، طاعةً أو عصياناً. فإنهم من رسول الله صلي الله عليه و آله وهو منهم، وهم الإسلام والإسلام هم. والنجاة إنما هي بالإسلام دِيناً وبهم قيادةً ارتضاها هذا الدين، ولم يرتض مستوى دون مستواها إلا في حالات الاضطرار التي تعزل المعصوم عن الساحة ولا يمكن الوصول إليه‌ [1].

انظروا وقد مضى أكثر من عشرة قرون على الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ممن توفوا، والقيادة المنتظرة مغيبة عن الساحة، لكن أهل البيت عليهم السلام لهم حضورهم القوي الفاعل في القلوب ومن خلال الملايين التي تؤم مشاهدهم فتتعلم منهم البطولة وتتعلم منهم الإيمان وتشف بهم القلوب والأرواح، ويتخرج الإنسان من خلال خمس دقائق يلتقي معها بضريح الإمام المعصوم عليه السلام مستوىً جديداً في روحه وفي فكره وفي توجهاته وفي طموحاته وعزيمته وفي إرادته‌ [2].

لا شكّ في أن الأئمة عليهم السلام قادة للإنسانية وأكبر من مجرّد ساسة محنّكين ومنصفين، فإنّهم لقيادة الحياة، وصناعة الإنسان وتربيته وتزكيته، والتقدم بحركة الحياة في كل أبعادها الصالحة، وإعداد الإنسان بكلّ مستوياته إعداداً إلهياً ينتهي به إلى أقصى درجات الكمال الفكري والنفسي والروحي، مع بناء أوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية وعلمية وصحّيّة وأمنية يشعر الناس من خلالها بطعم الحياة الهنيئة الراقية [3].

ليس وارداً القول بأن الأئمة عليهم السلام قد اعتزلوا الحياة العامة، وشأن الأمة ومنه البعد السياسي، وعاشوا حالة اللامبالاة بهذا الشأن وبهذا البعد بالخصوص، واكتفوا بدور الوعظ والإرشاد العفوي أو المخطط، وكانوا على مستوى المعلم المتفرّغ لتعليمه، والكاتب المشغول بكتابته، والمحقق في أي حقل من حقول المعرفة المستغرق في تحقيقه، وصاحب الهمّ الثقافي المشغوف بنشاطه‌


[1] المصدر نفسه.

[2] المصدر نفسه.

[3] خطبة الجمعة (80) 4 شعبان 1423 ه-- 11 أكتوبر 2002 م.

نام کتاب : الإسلام قاعدة و منهج حياة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست