الانسان الى حدّ التمييز حتى تتفتح مشاعره وتنطلق روحه في اتجاه الله تبارك وتعالى إذا لم يقف في وجهه المفسدون والمضللون" [1].

شرط صيانة الفطرة:

" يبقى أنَّ نفوذ أضواء الهداية لهذه الآيات إلى الوجدان، وإكسابها اليقين بقضية الإيمان، مشروطاً بأن يحتفظ الإنسان بكونه من أولي الألباب الحيّة الفاعلة، غير المغلوبة للهوى، المحجوبة برينها عن النور، المعطّلة بمعاصي النفوس عن الإبصار.

علينا أن نوفّر هذا الشرط، أن لا نفسد الفطرة، أن لا نأتي على معالم النور في داخلنا، على قابلية امتصاص النور في داخلنا" [2].

" فآيات الخلق للإنسان، وما يدبّ على وجه الأرض وفي تربتها مما ليس له عدّ، تُغذّي العقول بالمعرفة، وتوفّر للقلب اليقين، وهي ميسّرة لنظر العقول، وفقه القلوب على تفاوت أقدارها، وهي كافية لتأكيد قضيّة الإيمان وترسيخها، والشّرط الوحيد لذلك: أن لا يفسد الإنسان قلبَه، ويعكِّر صفوه، وينتهي به إلى طمس فطرته بسوء اختياره، حتى يفقد القلب قابلية الاستيقان بأوضح الحقائق، وألمعها، وأقواها، مستوى في الظهور.

(لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [3]: حافظوا على قابلية الإيقان، أبقوا من ذواتهم استعداد كسب اليقين، لم يسدّوا كلّ منافذ القلوب والضمائر والوجدان، حتّى يحجبهم ذلك عن نور الإيمان، وعن حلاوة اطمئنان اليقين" [4].

[1]. خطبة الجمعة (270) 13 محرم الحرام 1428 ه-- 2 فبراير 2007 م.

[2]. خطبة الجمعة (272) 27 محرم الحرام 1428 ه-- 16 فبراير 2007 م.

[3]. الجاثية: 4.

[4]. خطبة الجمعة (272) 27 محرم الحرام 1428 ه-- 16 فبراير 2007 م.