responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 281

سَرُّونِي، حَتَّى إِذَا سَاعَدْتُهُمْ تَبَرَّءُوا مِنِّي وَخَذَلُونِي‌ [1]» [2].

وماذا صرعت منه الدّنيا وشهواتها الزائلة، وأمانيها الزائفة؟! ربما صرعت جسداً ولكن أسفه وألمه وحسرته وشكواه ليس من ذلك لأنه يهون .. كلّ ما يعنيه ويتندّم عليه، وينقم على من أوقعه فيه من دالٍّ على المعصية، ومزيّن للقبيح، ومعاقر للخمرة، وشريك في المخدّرات، ومغرّر بالزنا، ومُوقِعة أو موقع في الفجور إنما هو خسارة الرّوح والقلب والضّمير، وحياة الإيمان بالله ومعرفته وطاعته وعبادته إذ لا شاغل ذلك اليوم للإنسان غير هذه الخسارة [3]، وما يرتبط بالمصير.

وحياة القبور أول ما يشهده الإنسان من عدل الآخرة التي لا حكم فيها لغير الله، فهناك لا أثر لغنى أو فقر في تقديمٍ أو تأخير، وإنّما المنظور في ذلك قيمةُ الذات، ورفعتها أو دناءتها، وفي القبر يتحوّل الغني والفقير إلى شي‌ء واحد من أعضاء متفكّكة، أو رميم أو تراب ذاب في التراب.

وماذا يعني ضيق القبر وضَنْكُه وظلمته وغربته؟

أهو ضيق وضنك يعاني منه بدنه، وظلمة تستولي على بصره، وغربة يرفعها جليس من أهله؟

الأمر أعمق من هذا، وأشد وأقسى .. إنّه ضيقٌ وضَنْكٌ وكربٌ يأخذ على‌


[1]. تتمة الحديث: «وَأَشْكُوإِلَيْكُمْ أَوْلَاداً آثَرْتُهُمْ عَلَى نَفْسِي فَأَسْلَمُونِي، وَأَشْكُوإِلَيْكُمْ مَالًا، مَنَعْتُ مِنْهُ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى فَعَادَ وَبَالًاوَنَفْعُهُ لِغَيْرِي، وَأَشْكُو إِلَيْكُمْ طُولَ الثَّوَاءِ فِي قَبْرٍيُنَادِي: أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ، وَبَيْتُ الظُلْمَةِ. يَا إِخْوَتَاهْ،فَاجْتَنِبُوا مِثْلَ مَا حَلَّ بِي، وَاحْذَرُوا مِثْلَ مَا لَقِيتُ، يَا طُولَثُبُورَاهْ، مَا لِي مِنْ شَفِيعٍ يُطاع، وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ، يَا عَظِيمَحَسْرَتَاهْ، لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين».

[2]. تنبيه الخواطر لورام: 2/ 224.

[3]. ألم الأمراض والفقر ومصائب الدنيا كلها زال وانتهى، ما يكون حاضرا ذلك اليوم هو مستوى الروح، نعيم الروح، عذاب الروح، ألم الروح، سرر الروح. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست