responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 279

القبرُ أوّلُ موقفٍ من مواقفِ الآخرةِ:

" إنَّ الإنسان لَيُواجَهُ بعد موته بأوّل منازل الآخرة وهو القبر [1]. وقد جاء عن الرسول صلي الله عليه وآله في ذلك: «إِنَّالْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُأَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ» [2].

إنَّ النّقلة من الدنيا إلى القبر وهو أول منازل الآخرة نقلة صعبة بطبيعتها مستوحشة لم تعرفها حياة الإنسان، وليست على حدِّ ما عرفته دنياه من نَقَلاتٍ وتنقّلات، وليست له تجربة مماثلة أو مشابهة لها؛ فحتّى النقلة القهريّة المفاجئة إلى سجن من سجون الدّنيا لا تُساوي في غربتها وقلقها وفزعها وترقُّبها منها شيئاً.

إنّها نقلةٌ إلى عالم ليس فيه شي‌ء من عالمنا المألوف، وإلى ضيقٍ وخَناق، ومحكوميّة قائمة بصورة حاضرة دائمة لا مَفْلَتَ منها لِنَفْسٍ بلغ بها العذاب ما بلغ ولا فتور، نقلةٌ مرعبة في كلّ أبعادها إلا لنفس قدّمت لغدها خيراً كثيراً، ونالتها رحمة الله وعفوه العظيم.

وإنَّه القبر الذي جاء فيه عن الصادق عليه السلام: «إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً فِي كلّ يَوْمٍ،يَقُولُ: أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ، أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ، أَنَا بَيْتُالدُّودِ [3]، أَنَا الْقَبْرُ، أَنَا رَوْضَةٌ مِنْرِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» [4].

إنّ الأُنس بالدنيا، والانشداد الكلي لها، وانصراف النظر إليها، ودوامَ ذكرها، والغفلة عن الآخرة، ونسيان أمرِها كلّما عظُم زاد في غربة القبر


[1]. وليس بعيداً بين لحظة الموت وبين النزول في حفرة الحساب. «منه حفظه الله»

[2]. الدعوات للراوندي: 259 ح 737. فالقنطرة صعبة على من عصى، وسهلة إن شاء الله على من أطاع. «منه حفظه الله»

[3]. هذا بعد قصور، وبعد أولي أنس، وبعد أصحاب، وأهل وعشيرة. «منه حفظه الله»

[4]. الكافي للكليني: 3/ 242 ح 2. كيف يكون قبري؟ يكون طبقا لما نويت ولما عملت. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست