responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 269

جانٍ، ويقف أمام من لا يستطيع المفر منه، يستسلم استسلاماً كاملًا، ولكنه كمن يتعلّق بالطحالب .. لا، أنا لم أفعل شيئاً، وهو يعلم من نفسه أنه يفعل، وهو يعلم أنّ الطرف الآخر يعلم أنه فعل، ولكنه الطلب الوهميّ للنجاة، والتّمسك بالطحالب عند لحظة الشدة.

هنا استسلامٌ، ولكنه محاولة للحصول على البراءة والتبري مما كانوا يعملون، ولكن لا قيمة لهذا التبري .. (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) [1] .. كانوا مقاومين ومعاندين ويحملون السّلاح في وجه الله تبارك وتعالى .. كانوا يحاربون الله ورسوله كلما أتاهم الوعظ وعرفوا، واشتد [وا] في طريق الضلال، [ولكن‌] تلك اللحظة، وهي لحظة الموت‌ (فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى‌ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [2].

(فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبارَهُمْ) [3]. استحقار، [و] إحداث حالة فزع، رعب، [و] نذير شديد بأن لا قيمة لهم، وقد تحولوا إلى لا شي‌ء ..

قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم- والتفتوا للحديث ومضامينه-: «وَإِنْ كَانَ لِأَوْلِيَائِنَامُعَادِياً، وَلِأَعْدَائِنَا مُوَالِياً، وَلِأَضْدَادِنَا بِأَلْقَابِنَامُلَقِّباً» [4]. من هو العادل؟ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، أمير المؤمنين عليه السلام، وهو يأتي للظّالم ويقول له: أيّها العادل، يا أمير المؤمنين، وباختياره، أنت خليفة المسلمين، أنت مصدر الحقّ، أنت مصدر العز، فإذا جاء هذا الذي وصف رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في الحديث المنقول عنه، «فَإِذَا جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِنَزْعِ رُوحِهِ، مَثَّلَ اللَّهُ‌ عزوجل‌ لِذَلِكَ الْفَاجِرِ سَادَتَهُ الَّذِينَ‌


[1]. النحل: 28.

[2]. النحل: 28.

[3]. محمد: 27.

[4]. بحار الأنوار للمجلسي: 6/ 175 ح 1.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست