responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 239

وهل قدّم أحد نفسه للأمة من دون أهل البيت عليهم السلام- ولو على مستوى الدعوى- باعتباره مرجعية نهائية بعد رسول الله صلي الله عليه وآله في علم القرآن، وحجة على غيره بلا منازع؟

[إنّ‌] عبد الله بن عباس مفسرٌ كبير، وأكبرُ المفسرين كان يعارض الأئمة عليهم السلام أو يتتلمذ على أيديهم؟!

وهل قدّم أحدٌ أحداً من الأمّة جمعاء، باعتباره صاحب هذا الموقع، وبما هو وارث للكتاب، وراثةَ كفاءةٍ علميةٍ وعمليةٍ وأمانةٍ والتزامٍ؟

[إنّنا] لا نعرف أحداً من الأمّةِ كلّها، قديمها وحديثها، بمن فيها من خلفاء، وعلماء، ومفسرين لهم شأنٌ معروف، ومنزلةٌ علمية من غير أهل البيت عليهم السلام، الذين صرّحوا بهذه المنزلة لأنفسهم، وتمّ النّقل المتواتر عنهم بذلك، وشهدت مواقفهم العلمية والعملية بصدقه وواقعيته، قد ادّعى منزلة الوراثة والاصطفاء الإلهي التي نصت عليها الآية الكريمة.

وبعد خلو الأمة من دعوى الاصطفاء والوراثة لعلم الكتاب لأشخاص بعينهم، تكون الآية الكريمة لا مصداق لها كلّ هذه المدة الطويلة من التاريخ لو لم يأتِ ما يُثبت، أنّ أهل البيت عليه السلام هم أولئك النفر.

ولا يتصوَّر أن لا يأتي ورثةُ الكتاب إلا بعد القرون المتطاولة، إذاً أين حاجة كلّ هذه القرون إلى علم الكتاب وحراسته؟

ولا يصحُّ أن يُقال بأنّ الأمةَ، بمجموعها هي وارثة الكتاب على مستوى فهم مراميه وأسراره وحفظ أحكامه وإقامتها، وإن لم يكن نفرٌ بعينه منها متوافراً على هذا الوصف، لأنَّ ضمّ الجاهل إلى الجاهل، وإن بلغ العدد بذلك الملايين لا ينتج أمةً عالمة.

ولا يصح كذلك بأنّ الأمة بكلّ واحدٍ من أفرادها، أو من علمائها على الأقل، وارثةٌ للكتاب بحق، إذ أنّ هذا أمرٌ يكذبه الوجدان، ويرده التهافت في أقوال العلماء والمفسرين.

ولنتذكر أنَّ محمداً وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) من آل إبراهيم عليه السلام وقال قال الله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‌ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) [1]، ومن المقطوع به أن الرسول صلي الله عليه وآله من هذه الذرية المباركة المصطفاة، مما يلقي ضوءاً على‌


[1]. آل عمران: 33.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست