أنفسهم من غلٍّ على الإسلام والمسلمين .

وقد عَلِم  بتظاهر المرأتين عليه[834] ، وتآمُرَ أصحاب العقبة على رميه مِن أعلى عقبة هرشى[835] ، و فلم يقتل أحداً منهم ، بل كان يتألّفهم على الإسلام ويترضّاهم ، ويعطيهم من حطام الدنيا من الإبل والشياه والأغنام دون المؤمنين ، كلّ ذلك لأنّه مأمور بالتعامل مع الناس بظواهر الأُمور لا ببواطنها ، فحاله حال بقيّة الأنبياء ، إذ إنّ نبيَّ الله‌ نوحاً ونبيَّ الله‌ لوطاً  كانا يتعاملان مع المرأتين اللتين كانتا تحتهما بالظواهر ، لا بالبواطن .

وقد جاء عن رسول الله ‌ : إنّما أقضي بينكم بالبيّنات والأَيمان ، فأيّما رجل قطعتُ له من مال أخيه شيئاً فإنّما قطعتُ له به قطعة من النار[836] .

وقوله أيضاً : إنّما أنا بشر ، وإنّكم تختصمون إليّ ، ولعلّ بعضکم أن یکون أَلْحَنَ بحجّته من بعض ، وأقضي له علی نحو ممّا أسمع ، فمن قضيتُ له من حقِّ أخيه فلا یأخذ ، فإنّما أقطع له قطعة من النار[837] .

[834]- صحيح البخاريّ 4: 1866 / ح 4629، و1868 / ح 4630، و5: 2197 / ح 5505، صحيح مسلم 2: 1108 / ح 1479، مسند أحمد 1: 48 / ح 339، سُنن النسائيّ 6: 49 / ح 11610، كنز العمّال 2: 225 / خ 4668.

[835]- مسند أحمد 5: 453 / ح 23843 ـ عنه: مجمع الزوائد، قال: ورجاله رجال الصحیح، الأحادیث المختارة 8: 221 / ح 260، تفسير ابن كثير 2: 373.

[836]- الكافي 7: 414 / ح 1، تهذيب الأحكام 6: 229 / ح 552.

[837]- صحيح البخاريّ 6: 2555 / ح 6566. وانظر: صحيح مسلم 3: 1337 / ح 1713، وسنن ابن ماجة 2: 777 / ح 2317 و 2318، والسنن الكبرى للبيهقيّ 10: 143/ ح 20289 و149 / ح 20319.