قال ابن همّام (ت 861 هـ) عن طلاق عمر (لأمّ عاصم) ، وطلاق عبدالرحمن بن عوف (لتماضر) ، والمغيرة بن شعبة (لزواجاته الأربع دفعةً واحدة) :

فمحمله وجود الحاجة ممّا ذكرنا ، وأما إذا لم يكن حاجة فمحض كفران نعمةٍ وسوء أدب ، فيُكرَه ، والله‌ سبحانه وتعالى أعلم[512] .

وإليك الآن خبر المغيرة بن شعبة حينما كان أميراً على الكوفة من قِبل عمر بن الخطّاب ، كتمهيد لما نر يد قوله بهذا الصدد :

فـقد كان المغيرة يخرج كلّ يوم في نصف النهار من دار الإمارة ويلقـاه أبو بكرة فيقول : أين يذهب الأمير ؟

فيقول : في حاجة .

فيقول : إنّ الأمير يُزار ولا يزور .

وكان يذهب إلى امرأة يقال لها أُمّ جميل بنت عمرو ، وزوجها : الحجّاج ابن عتيك بن الحارث الجشميّ .

فبــينما أبو بـكرة في غرفة مع إخوته - وهم : نافع ، وزياد ، وشبل بن معبد ، والجميع أولاد سميّة فهم أخوة لأُمّ - وكانت أُمّ جميل المذكورة في غرفة أُخرى قبالةَ هذه الغرفة ، فضربت الر يح باب غرفة أُمّ جميل ففتحته ، ونظر القوم فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجِماع ، فقال أبو بكرة : هذه بليّة قد ابتُليتم بها فانظروا ، فنظروا حتّى أثبتوا .

[512]- شرح فتح القدير 3: 465، روح المعاني 28: 132.