كلام المغيرة بن شعبة في مكّة :

وأنتقل بعد كلّ هذا إلى كلام المغيرة بن شعبة[508]في مكّة ، وكيفيّة تعريضه بعمر ! وقد يكون أراد بقوله إيقافنا وإيقاف الآخرين على حقائق كثيرة خافية على الكثير من الناس لحدّ هذا اليوم ، لكنْ قبل أن نأتي بكلامه علينا ذكر خبره ، وأنّه اشتُهر عنه أنّه كان مزواجاً مطلاقاً ولا يتحاشى الزنا ! [509]

فعن مالك بن أنس ، قال : وكان المغيرة بن شعبة نكَّاحاً للنساء وكان ينكح أربعاً جميعاً ويطلّقُهنّ جميعاً ! [510]

وعن ابن المبارك ، قال : كانت تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة ، قال : فصفّهُنّ بين يديه وقال : أنتنّ حسنات الأخلاق ، طويلات الأعناق ، ولكنّي رجل مطلاق ، فأنتن الطُّلاق[511] .

فهذا خبر المغيرة ونظرته إلى النساء ، وهو يُشابه نظرة عمرَ وعبد الله بن عوف إليهنَّ .

[508] - وهو الذي اقترح على عمر استبدال الزواج من أم كلثوم بنت أبي بكر بالزواج من أمّ كلثوم بنت عليّ  بغضاً لعليّ سلام الله عليه.

[509]- قال ابن أبي الحديد 12: 241: وإنّما أوردنا هذين الخبرَين ليعلم السامع أنّ الخبر بزِناه كان شائعاً مشهوراً مستفيضاً بين الناس

[510]- تاريخ مدينة دمشق 60: 55، سير أعلام النبلاء 3: 31، تهذيب الكمال 28: 373، البداية والنهاية 5: 360.

[511]- تاريخ مدينة دمشق 60: 54، سير أعلام النبلاء 3: 31، النجوم الزاهرة 1: 141، المبسوط للسرخسيّ 6: 3، الأغاني 16: 96.