الموجود خلف فراشه n، ولا يستشيره في ترتيب ما جمعه من المنزَل وما معه من المفسَّر؟

عائشة تجيز التقديم والتأخير في السور وآيها

نعم، هناك مِن الـمُحدّثين مَن شكّك في توقيفيّة الآيات في السوَر أيضا، بدعوى: أنّ المقدَّم من النصوص لا يصلح أن يكون دليلاً، وأقصى ما فيها دلالتها على توقيفيّتها في تلك المواضع فقط، وقد مرّ عليك ما نقله الآلوسي عن البيهقي من أنّ جميع السور ترتيبها توفيقي إلا براءة والانفال، مستدلّاً على عدم التوقيفيّة بما أخرجه البخاري:

حدّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، أنّ ابن جريج أخبرهم، قال: وأخبرني يوسف بن ماهك، قال: إنّي عند عائشة أُمّ المؤمنين، إذجاءَها عراقيٌّ [فسألها عن مسائل، منها]: أنّه طلب أن تريه مصحفها، قال: يا أُمّ المؤمنين، أريني مصحفكِ؟ قالت: لِـمَ؟ قال: لَعلّي أُؤلّف القرآن عليه، فإنّه يُقرَأ غير مؤلَّف.

قالت: وما يضرّك أيَّةً قرأتَ قبل؟! إنّما نزل أوّل ما نزل منه سورة من المفصّل، فيها ذكر الجنّة والنّار، حتّى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلالُ والحرام، ولو نزل أوّل شيءٍ (لا تشربوا الخمر) لقالوا: لا نَدَعُ الخمر أبداً، ولو نزل (لا تزنُوا) لقالوا: لا نَدَعَ الزّنى أبداً، لقد نزل بمكّة