خير من
النوم» دفعاً لمساءة تركهما النبي واشتغالهما بالصلاة وأمور الخلافة ، فيكون
الأول ـ أبو بكر ـ قد أسس المقولة ، ورسّخها الثاني وقنّنها بنو أمية إلى
الأبد ; لأنّهم يسيرون على نفس المنهج الذي يهتم بظواهر العبادات ويستنقص
الرسول .
وعليه فـ
«الصلاة خير من النوم» هي بيان للكلية التي يعتقدون بها وإشارة إلى المنحى الفكري
الذي يدعون الناس إليه بعد رسول الله ، لأنّهم في منهجهم هذا قد حددوا عصمة
النبي ـ بل عصمة الأنبياء ـ في اطار التشريع والأحكام ولم ينزهونهم إلاّ فيما
جاءوا به من الوحي ، وهذا يعني اتباعهم فيما أتو به من الله فقط ، ولأجل
ذلك تراهم لا يحترمون النّبي محمد بقدر ما يهتمون بظواهر الإسلام كالصلاة وتلاوة
القرآن و ، فلا يقصدون المدينة المنورة إلاّ للصلاة في مسجد
النبي ، بعكس بلال الذي قصدها لزيارة رسول الله بعد منام راى فيه النبي ،
وهو (صلى
الله عليه وآله)
يقول له ما هذه الجفوة يا بلال ؟! أما آن لك أن تزورني يا بلال ؟