فقد يكون في
هذا الشعار ، إشارة إلى هذين الاتجاهين عند وفاة رسول الله ثم من بعده ،
وبما أنّ النهج الحاكم كان من الذين يأخذون بظواهر الأمور ، ومخالفيهم كانوا
يأخذون بالاتّجاه الآخر ، لذلك جعلت مدرسة الخلافة شعار : «الصلاة خير
من النوم» في الصبح خاصة شعاراً مميّزاً لها عن غيرها .
وقد يمكننا
أن نؤيد هذا التقسيم بما بدر من عمر من تقديمه الصلاة على النّبي ومحاولته
تعليمه (صلى
الله عليه وآله) .
ففي سنن
النسائي (المجتبى) عن عطاء ، قال : سمعت ابن عباس يقول : أعتم رسول
الله ذات ليلة العتمة حتى رقد الناس واستيقضوا ، ورقدوا واستيقظوا ،
فقام عمر فقال : الصلاة الصلاة[200] .
وفي صحيح
البخاري عن سهل بن سعد الساعدي : إن رسول الله ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح
بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر ، فقال :
أتصلّي للناس فاقيم ؟ قال : نعم ، فصلى أبو
بكر ، فجاء رسول الله والناس في الصلاة [201]