كذلك إذ نعس فأتاه
آت في النوم ، فقال : هل علمت ما حَزَّن رسولَ الله ؟
فقال : لا .
قال : فهو لهذا الناقوس ، فائْتِهِ فمُرْه أن يأمر بلالاً أن يؤذِّن ،
فعلَّمه الأذان : اللهُ أكبر اللهُ أكبر مرّتين ،
أشهد أن لا إله إلّا الله مرّتين ، أشهد أنَّ محمّداً رسول الله مرّتين ،
حيّ على الصلاة مرّتين ، حيّ على الفلاح مرّتين ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، لا إله إلّا الله
ثمّ عَلّمه الإقامة
مثل ذلك ، وقال في آخره : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، لا إله إلّا اللهُ ، كأذان الناس وإقامتهم .
فأقبل الأنصاريّ فقعد على باب رسول الله ، فمرّ أبو بكر فقال : استأذن لي ، فدخل أبو بكر وقد رأى مثل ذلك ، فأخبر به النبيَّ ، ثمَّ استأذن للأنصاريّ فدخل وأخبر
بالذي رأى ،
فقال النبيُّ :
قد أخبرنا أبو بكر بمثل ذلك ،
فأمر بلالاً يؤذِّن بذلك[46].
فهذه النصوص وإن كانت مختلفة العبارات لكنّها تشير إلى رؤية متقاربة ؛ فالنصّ الأوّل يشير إلى أن تشريع الأذان جاء على أثر رؤيا رآها
عبدالله بن زيد حينما رأى رسول الله مهموماً مغموماً . ويظهر
أنّ رؤياه كانت ليلاً لقوله : «
فأُرِيَ الأذان في منامه ، فغدا على رسول الله فأخبره » وكذا النصّ الثاني ، ففيه « فلمّا
أصبحتُ أتيت رسول الله فأخبرته بما رأيت » .
لكن النصّ الذي
رواه أبو حنيفة في جامع المسانيد فيه : أنّ الرجل لمّا رأى
حزن رسول الله دخل المسجد يصلّي « فبينما هو كذلك إذ نعس فأتاه آت في النوم
فأقبل الأنصاري فقعد على باب رسول الله فمرّ أبو بكر فقال :
استأذن لي » وهو
يختلف عن الأوّل .
[46] جامع المسانيد 1 : 299 ،
مجمع الزوائد 1 : 329 كتاب الصلاة باب كيف الأذان .