والعقد منهم ـ ؟ ثمّ انجرّ هذا الخلاف إلى الشر يعة ، فوجدنا أحكاماً تُغيَّر وأخرى تُستحدَث ،
إما دعماً لمواقف الخليفة ، أو للتعرف على رجال الطالبيين ،
أو لغيرهما من العلل والأسباب .
وقد استفحل هذا
الخلاف بعد مقتل عثمان بن عفان ، فانقسم المسلمون إلى فئتين كبيرتين :
فجلّ أهل البصرة
وأهل الشام كانوا ذوي أهواء عثمانيّة في الانتماء الفكري والسياسي ، وأهل الكوفة والأنصار من أهل المدينة وعدد كبير من أهل الحجاز كانوا
علويّي الفكرة والعقيدة .
وبعد استشهاد
الإمام عليّ وصلح الإمام الحسن تم استيلاء معاوية بن أبي سفيان على الحكم ، فغلبت العثمانيّة على مجريات الأحداث وانحسر الطالبيّون فبدؤوا
يعيشون حالة التقيّة .
و إنّما جئنا بهذا الكلام كي نوضح بأن عملنا في هذا الفصل سيكون في
محورين لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر ، لأنهما وجهان لعملة
واحدة ، هما :
1 ـ المحور السياسي .
2 ـ المحور التشريعي .
فقد نفرض أن يتغاضى الحاكم الأموي عن شعارية « حيّ
على خير العمل » في بعض الأحيان ، لكن ذلك لا يعني رضاه وسكوته عن ذلك في
كلّ الحالات ،
لأنّ الحيعلة الثالثة كما علمت لها جانبان تشريعي صلاتيّ وعقائدي سياسي ، فإذا كان الإتيان بها منحصراً في حدّ
المسألة التشريعية سكت الحكام عنها على مضض ، وإن اتّخذت طابعها العقائدي السياسي
قامت قيامتهم واستبدّ بهم الغيظ ؛
لأنّ معناها العقائدي السياسي هو فرع لمعناها التشريعي الصلاتي الذي هو « محمّد
وآل محمّد خير البر ية »
و« الولاية » و« بِرّ
فاطمة وولدها » ، وهذا