وكيف يسوغ تشريع
الأذان أستناداً إلى رؤيا رآها عبدالله بن زيد بن عبد ربه في منامه ، أو ركوناً إلى اقتراح الصحابة[10] ، ويرجح هذا الفهم وهذه الرؤية على أن يكون تشريع الأذان من الحكيم
العليم ؟
ألا تحمل هذه الرؤية
نَيْلاً من قدسية الأمور العبادية الإلهيّة ،
وتقلل من منزلتها المعنويّة ؟!
ثمّ مَن هو الذي
رأى في المنام ، هل هو : عبدالله بن زيد[11] ؟ أو : عمر ابن الخطّاب[12] ؟ أو : أبو بكر[13] ؟ أو : أُبَي بن كعب[14] ؟ أو : سبعة من الصحابة[15] أو : أربعة عشر منهم[16] ؟ أو أكثر من هذا العدد أو أقلّ ؟
وكيف يراه هؤلاء
ولا يراه النبيّ المرسل الصادق الرؤيا بلا شكّ وريب ؟
وماذا نقول عن : « الصلاة خير
من النوم » و: « حيّ على خير العمل » ؟ وهل ثمّةَ ترابط بين رفع « حيّ على خير العمل » ووضع « الصلاة
خير من النوم » ؟ أم أنّ الأمر جاء بشكل عفوي دون تدبير ؟!
[10] سنن أبي داود 1 : 134 كتاب
الصلاة باب بدء الأذان ح 498 ، مصنف عبدالرزاق 1 : 456/1775 كتاب
الصلاة باب بدء الأذان .
[11] هو المشهور عند أهل السنّة
والجماعة ، وفيه روايات كثيرة .
[12] سنن أبي داود 1 : 134 كتاب الصلاة
باب بدء الأذان ح 498 - السنن الكبرى للبيهقي 1 : 390 -
[13] مجمع الزوائد 1 : 329 كتاب
الصلاة باب بدء الأذان ، جامع المسانيد 1 : 299 ، تفسير
القرطبي 6 : 225 المائدة الآية 58 - شرح الزرقاني على الموطا
1 : 136 عن الاوسط للطبراني .