وأخرج عبدالرزّاق
عن معمر ، عن الزهريّ : أنَّ أبا بكر الصدّيق قال : الأذان شعار الإيمان[340] .
ونقل الصدوق بسنده
إلى الإمام الحسين بن عليّ 3 ،
قال : كنّا جلوساً في المسجد ، إذ صعد المؤذِّن
المنارة ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، فبكى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب 1 ، وبكينا لبكائه ، فلمّا فرغ المؤذّن ، قال : « أتدرون ما
يقول المؤذِّن ؟ ».
قلنا : الله ورسوله ووصيّه أعلم .
فقال : « لو تعلمون
ما يقول لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، فلِقوله : الله أكبر ، معان كثيرة .
منها : أنَّ قول المؤذِّن : « الله أكبر » ، يقع على قِدَمِهِ ، وأزليّته ، وأبديّته ، وعلمه ، وقوّته ، وقدرته ، وحلمه ، وكرمه ، وجوده ، وعطائه ، وكبر يائه .
فإذا قال المؤذِّن : اللهُ أكبر ، فإنّه يقول : الله الذي له الخلق والأمر ، وبمشيّته كان الخَلق ، ومنه كلّ شيء للخلق ، وإليه يرجع الخلق، وهو الأوّل قبل كلّ شيء لم يَزَل ، والآخِر بعد كلّ شيء لا يزال ،
والظاهر فوق كلّ شيء لا يُدرَك ، والباطن دون كلّ شيء لا يُحَدّ ،
فهو الباقي ، وكلّ شيء دونه فان .
والمعنى الثاني : « الله أكبر » ، أي : العليم الخبير ، عليم بما كان وما يكون قبل أن يكون .
والثالث: « اللهُ أكبر » ، أي : القادر على كلّ شيء ، يقدر على ما يشاء ، القويّ لقدرته ، المقتدر على خلقه ، القويّ لذاته ، وقدرته قائمة على الأشياء كلّها ،
إذا قضى أمراً فإنّما يقول له : كن فيكون .