وقال القرطبيّ وغيره : ( الأذان على
قلّة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة ، لأنّه بدأ بالأكبر يّة وهي تتضمّن وجود الله وكماله ،
ثمّ ثنّى بالتوحيد ونفي الشرك ، ثمّ بإثبات الرسالة لمحمّد 0 .
ثمّ إلى الطاعة
المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة ، لأنّها لا تُعرف إلّاَ من جهة الرسول .
ثمّ دعا إلى الفلاح
وهو البقاء الدائم ، وفيه الإشارة إلى المعاد .
ثمّ أعاد ما أعاد
توكيداً ، ويحصل من الأذان الإعلام بدخول الوقت والدعاء إلى الجماعة وإظهار
شعار الإسلام[337] .
قال ابن خزيمة : فإذا كان المرء يطمع بالشهادة بالتوحيد لله في الأذان وهو يرجو أن يخلّصه
الله من النار بالشهادة لله بالتوحيد في أذانه ،
فينبغي لكلِّ مؤمن أن يتسارع إلى هذه الفضيلة طمعاً في أن يخلّصه الله من النار ، خلا في منزله أو في بادية أو قر ية أو مدينة طلباً لهذه الفضيلة[338] .
وقال القسطلانيّ ـ بعد
نقله خبر أبي هريرة عن النبيِّ وقوله : « إذا نُودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط
حتّى لا يُسمَع التأذين » ـ : ( لعظيم
أمره لما اشتمل عليه من قواعد الدين وإظهار شرائع الإسلام ، أوحى : لا يشهد للمؤذِّن بما سمعه إذا استشهد
يوم القيامة ،
لأنّه داخل في الجنّ والإنس المذكور في حديث : لا يسمع مدى صوت المؤذِّن جنّ ولا إنس
ولا شيء إلّاَ شهد له يوم القيامة )[339] .
[337] فتح الباري 2 : 61 كتاب
أبواب الأذان ، وعنه في بذل المجهود 4 : 3 ـ 4 - وعون المعبود
2 : 127 -