أولاد الأعاجم الذين لا يستطيعون على التلفّظ بالنحو العربـي الصحيح ، على أنّه اشتهر عن القرّاء أنّ كلّ واحد منهم كان يخطّئُ الآخرَ ولا يجوِّزُ الرجوعَ إليه ، وهذا أيضاً يوهن الإعتمادَ على كلّ منهم.

إضافةً إلى أنه لا يمكن ادّعاءُ تواتر جواز القراءة بهذه القراآت السبعة عن النبي بعد كون نفس القرّاء بعيدين جداً عن عصره (ص) [594] .

[594] القُرّاء السبعة هم :

1 ـ عبد الله بن عامر الدمشقي (توفّي سنة 118 هـ فهو إذن من ط الإمام الباقر (ع) الذي استشهد سنة 114 هـ) .

2 ـ عبد الله بن كثير المكي (فارسي الأصل ، وُلِد في مكّة سنة 45 هـ وتوفّي 120 هـ فهو من ط الإمام الباقر أيضاً) .

3 ـ حمزة بن حبـيب الزيات الكوفيّ التميمي ( أخذ القراءةَ عرْضاً عن سليمان بن مهران الأعمش ( كان شيعياً ، وقد أثنى عليه الخاصّةُ والعامّة ، أصله من الريّ وسكن الكوفة وُلِد سنة 61 هـ ومات 148 هـ) وحمران بن اَعيَن وغيرهما ، وفي كتاب التيسير والمستـنير "أخذ القراءةَ عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام" ، قالوا "استـفتح حمزةُ القرآنَ من حمران وعرض على الأعمش وأبي إسحق وابن أبي ليلى وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش ، وكان إماماً وحجّة ثقة ثبتاً عديم النظير" . وُلِد سنة 80 هـ وتوفّي 154 أو 158 هـ فهو إذن من ط الإمام الصادق (ع) الذي استشهد سنة 148 هـ). ولقراءته راويان ـ ولكن بواسطة سليم ـ وهما خلف بن هشام بن ثعلب وخلاّد بن خالد الشيـباني الكوفي (توفّي 220 هـ) .

4 ـ عاصم ابن أبي النجود الكوفي ( كان قارئَ الكوفة ، أخذ القراءة عرْضاً عن زر بن حبـيش وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي عَمْرو الشيـباني . قال أبو بكر بن عيّاش "قال لي عاصم : ما أقرأني أحدٌ حرفاً إلاّ أبو عبد الرحمن السلمي ، وكنت أرجع من عنده فأعرض على زرّ" . وقال حفص : "قال لي عاصم : ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ ، وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عيّاش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زرّ بن حبـيش عن ابن مسعود" . إنـتهت إليه رئاسة القرّاء في الكوفة ، وكان عثمانياً ، توفّي بالكوفة وقيل بالسماوة ، ط الباقر والصادق (ع) لأنه توفّي 127 أو 128 أو 129 هـ ، والمشهور سنة 127 هـ ، وهو أستاذ حفص بن سليمان الذي ولد سنة 90 وتوفّي 180 هـ والذي نزل بغداد فأقرأ بها وجاور مكّة وأقرأ بها).

5 ـ أبو عَمْرو بن العلاء البصري ( توفّي 154 أو 155 هـ) .

6 ـ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني ( أصله من إصفهان مات سنة 169 هـ ق) .

7 ـ وعلي بن حمزة النحوي الكوفيّ المعروف بـ الكسائي ( تلميذ حمزة بن حبـيب ، أدّب الرشيدَ وابنَه الأمين ، توفّي 189 هـ فهو من ط الإمام الكاظم (ع) الذي استشهد سنة 183 هـ).

فإذا اُضيف إلى قراءة هؤلاء قراءةُ الثلاثة التالية أسماؤهم كانت القراءات عشرة ، وهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني ( من التابعين مات 130 هـ) ويعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري ( إمام أهل البصرة ومقرؤهم ، توفّي سنة 205 هـ وله 88 سنة) وخلف بن هشام البزار الأسدي البغدادي (وقيل البزّاز والأوّل أشهر ، المعروف أنه كان يشرب الخمر ورغم عِلْمِ أحمد إمام الحنابلة بذلك فقد وثّقه ! وُلِد سنة 150 هـ ومات 229 هـ ، كان يروي قراءة حمزة ويأخذ بها إلاّ في 120 حرفاً ، روى قراءة حمزة بواسطة سليم) .

* ملاحظات مهمّة :

1 ـ حفص بن سليمان الكوفي كان ابن زوجة عاصم ، وكان ربـيـبَه .. نزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور مكّة وأقرأ بها ، وأخذ عن عاصم ، ولم يخالفه في الحروف إلاّ في سورة الرُّوم آية 54 [ اللهُ الذي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ، ثم جعل من بعد ضَعْفٍ قوّة ] فإنّ عاصم وحمزة قرءا (ضُعْف) بالضمّ ، وقرأها الباقون ـ ومنهم حفص ـ بالفتح [ضَعْف] .

2 ـ قال السيد ابن طاووس في سعد السعود ص 145 "لم يكن أحد من القرّاء العشرة من الشيعة !" وأنا أشكّ في صحّة كلامه .

3 ـ وقال العلاّمةُ في المنـتهى : "أحَبُّ القراءات إلَيَّ ما قرأه عاصم من طريق أبي بكر بن عباس وطريق أبي عَمْرو بن العلا فإنها اَولى من قراءة حمزة والكسائي لما فيهما من الإدغام والإمالة وزيادة المد وكله تكلف .." (إنـتهى) . وَرَد في الحاسوب عن أبي بكر بن عباس في 87 موضعاً ، وعن أبي بكر بن عياش في 6001 موضعاً ، ممّا يظنّ معه أنّ الصحيح هو ابن عيّاش .