لكثرة ورود مصطلَحَي المغول و التتار في كتابات كهذه، لا بدَّ من التعريف بهؤلاء الغزاة القساة القلوب:
كانت قبيلة التتار واحدة من القبائل المغولية، وكان أفرادها يعيشون في
المناطق القريبة من حدود ولايات الخِطا (الصين الشمالية)، وقد بلغوا من الشهرة
والمَنَعَة حداً أن دُعي باسمهم سائر المغول وأصبحوا يعرفون بهم.
يقول المؤرِّخ المَغُوليّ رشيد الدِّين: لمّا كان التتار في قديم
الأيام مهيمنين ومسلَّطين على أغلب أقوام الولايات، وكانوا ذوي جاه وشوكة وحُرمة
تامَّة، وفي غاية العزَّة، فإنّ بقية أصناف الأتراك على اختلاف مراتبهم وطبقاتهم
وأساميهم دعوا أنفسَهم باسمهم، فكان يُطلَق على الجميع اسم التاتار...، كما أنّه
في هذا العصـر، ولقوَّة شوكة جنكيز خان وأعقابه - ولكونهم مغولاً- فإنَّ بقية
الأقوام من الأتراك مثل الجلائريين، والتاتار، و...، يسمُّون أنفسَهم جميعاً على
سبيل التفاخر باسم المغول [187].
وكانت هناك معارك وحروب بين هؤلاء التتار والمغول، ومنها ما حدث على عهد
جنكيز خان حيث خاض حرباً معهم انتصر فيها وقتل كثيراً منهم ونهبَ ممتلكاتهم[188].
إذن فالتتارُ قبيلةٌ من القبائل المغوليَّة، ومع ذلك فإنَّ جميع القبائل
المغولية سُمِّيت باسمهم غالباً،كما حدث في حين آخر أن دُعي التتار باسم المغول.