فيُقال له: فأنت أعلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد، أو أمير المؤمنين ؟

فلا بدّ من أن يقول: أمير المؤمنين.

فيُقال له: فما باله لم يجاهد القوم؟

فإن اعتذر بشيء.

قيل له: فاقبل مثلَ هذا العذر من الإمامية، فإنّ الناس جميعًا يعلمون أنّ الباطل اليوم أقوى منه يومئذٍ، وأعوان الشيطان أكثر، ولا تهوِّل علينا بالجهاد وذكره، فإنّ الله تعالى إنّما فرضه لشرائط لو عرفتها لقلّ كلامك وقصر كتابك.

ونسأل الله التوفيق.

[النقض على الزيدية بموادعة الإمام الحسن معاوية[731]<:]

مسألة أُخرى: يُقال لصاحب الكتاب: أتصوبون الحسن بن علي (ع) في موادعته

[731]معاوية:هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأمويّ، أسلم بعد الفتح، وشهد حنينًا وفتح الطائف، فأسهم له رسول الله (ص) من سهم المؤلّفة قلوبهم، ذهب مع أخيه يزيد إلى دمشق، وعند موت يزيد ولّاه عمر إياها بدل أخيه، وعند تسلّم عثمان الخلافة جمع له الشام كلّها، ولمَّا بويع أميرُ المؤمنين بالخلافة عزله من كلّ عَمَله، لكنه تحصّن بالشام، وطالب بدم عثمان، وخرج على أمير المؤمنين وحاربه بصفين، فكان صاحب الفئة الباغية التي قتلت عمّارًا، وانهزم في المعركة لولا خدعة المصاحف، ثمّ لم يبايع الإمام الحسن إلى أن حصل الصلح، فبويع له بالخلافة وحوّلها إلى ملك عضوض، وسار في المسلمين سيرة جائرة، فقتل الطيبين من أمثال حجر بن عدي، وخالف السنة النبوية باستلحاقه زياد بن أبيه، وكانت آخر أفعاله السيئة استخلافه لولده يزيد، توفي في النصف من رجب سنة 60هـ . (الاستيعاب: 3/ 1415؛ أُسد الغابة: 4/ 385).