قيل له: فإن بقي -ممّن يرى الاجتهاد- منهم أفضلهم، وبقي
-ممّن يبطل الاجتهاد- منهم أفضلهم، ويبرأ بعضهم من بعض بمَن نتمسك، وكيف نعلم المحق
منهما هو مَن تومي أنت وأصحابك إليه دون غيره؟
فإن قال: بالنظر في الأُصول.
قلنا:
فإن طال الاختلاف واشتبه[703] الأمر كيف نصنع؟ وبما نتفصـى[704] من قول النبيّ : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب
الله وعترتي أهل بيتي)، والحجة من عترته لا يمكن أحدًا أن يعرفه إلّا بعد النظر في
الأُصول والوقوف على أنّ مذاهبه كلّها صواب، وعلى أنّ مَن خالفه فقد أخطأ؟ وإذا
كان هكذا فسبيله وسبيل كلّ قائل من أهل العلم سبيل واحد، فما تلك الخاصّة التي هي
للعترة؟ دُلَّنا عليها، وبيِّن لنا جميعها، لنعلم أنّ بين العالِم من العترة، وبين
العالِم من غير العترة فرقًا وفصلًا[705].
[نقض آخر وتعيين مراد
الإمامية من أنّ الأحكام منصوصة:]
وأُخرى يُقال لهم: أخبرونا عن إمامكم اليوم، أعنده
الحلال والحرام؟