قلنا: سألناك بالله، هل تظن أنّ المعتزلة، والخوارج، والمرجئة،
والإمامية تعرف هذا الرجل، أو سمعتْ به، أو خطر ذكرُه ببالها[697]؟
فإن قال: هذا ما لا يضـره، ولا يضـرنا؛ لأنّ السبب في
ذلك إنّما هو غلبة الظالمين على الدار، وقلّة الأعوان والأنصار.
قلتُ له: لقد دخلتَ فيما عبتَ، وحججتَ نفسك من حيث
قدَّرت أنّك تحاجُّ خصومك، وما أقرب هذه الغيبة من غيبة الإمامية، غير أنّكم لا
تنصفون.
[نقض
آخر:]
ثمّ يُقال [له][698]: قد أكثرت في ذكر الجهاد،
ووصف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أوهمت أنّ من لم يخرج فليس بمحق، فما
بال أئمتك والعلماء من أهل مذهبك لا يخرجون؟ وما لهم قد لزموا منازلهم، واقتصـروا
على اعتقاد المذهب فقط؟
فإن نطق بحرف فتقابله الإمامية بمثله.
ثمّ قيل له برفق ولين: هذا الذي عبتَه على الإمامية،
وهتفتَ بهم من أجله، وشنَّعتَ به على أئمتهم بسببه، وتوصلتَ بذكره إلى ما ضمَّنتَه
كتابك قد دخلتَ فيه، وملتَ إلى صحته، وعوّلتَ -عند الاحتجاج- عليه.