واعلم -علّمك الله الخير، وجعلك من أهله-، إنّما[619] يَعمل [الإمام] بالكتاب
والسنة، ولا يخالفهما، فإن أمكن خصومنا أن يدلّونا على أنّه خالف -في أخذ ما أخذ-
الكتابَ والسنةَ، فلعمري إنّ الحجة واضحة لهم، وإن لم يمكنهم ذلك فليعلموا أنّه
ليس في العمل بما يوافق الكتاب والسنة عيب، وهذا بيِّن.
[إثبات وجود الإمام
المهدي:]
ثمّ قال صاحب الكتاب: ويُقال لهم:
نحن لا نجيز الإمامة لـمَن لا يُعرَف، فهل توجدونا سبيلًا إلى معرفة صاحبكم الذي
تدَّعون حتى نجيز له الإمامة كما نجوّز للموجودين من سائر العترة؟ وإلّا فلا سبيل
إلى تجويز الإمامة للمعدومين، وكلّ مَن لم يكن موجودًا فهو معدوم، وقد بطل تجويز
الإمامة لـمَن تدّعون.
فأقول -وبالله أستعين-:
أ. يُقال لصاحب الكتاب: هل تشك
في وجود علي بن الحسين وولده الذين نأتمّ
بهم؟