وإنّ
علم الفقه الحافل لبيان المسائل والأحكام، والكافل بتبيان قوانين الإسلام، أجلّ
العلوم، وأتمّ الرسوم، وأعزّ ما يقرح عليه أفهام الطالبين، وأهمّ ما يناخ لديه
مطايا السالكين؛ إذ هو معراج السعادة، ومنهاج الهداية.
وقد عنى به في كلّ عصـر عصابة هم أهل الإصابة، فألّفوا فيه كتباً لطيفة،
وزبراً شريفة، وحواشي أنيفة، منها التعليقة اللطيفة، والفوائد الشـريفة، التي
أضافها العالم العرّيف، والفاضل الغطريف، ركن الطائفة وعمادها، وأورع نسّاكها
وعبّادها، مؤسّس ملّة سيّد البشر في رأس المائة الثانية عشر، باقر العلم ونحريره، علّامة الزمان، ونادرة
الدوران، والحري أن لا يمدحه مثلي، فلعمري تفنى في نعته القراطيس والصحف؛ لأنّه
المولى الذي لا يكتحل عين الزمان له بنظير، كما يشهد له من شهد فضائله، ولا ينبئك
مثل خبير، لا يحتاج إلى التعريف؛ لغاية شهرته، مع أنّه كلّما يقال فيه فهو دون
رتبته، ولنعم ما قيل:
على كتاب
(ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد)، للعالم العلّام، والفاضل القمقام، قدوة المحقّقين،
وزبدة المدقّقين، عزّ الملّة والدّين، المستغني عن التوصيف والتمكين، المولى الصفي
محمّد باقر بن محمّد مؤمن السبزواري، أفاض الله عليه ديم الغفران، وأسكنه فراديس
الجنان.
محتوية على نتائج أنظار المتقدّمين، ومنطويةً على أبكار أفكار المتأخّرين،
تبصرةً وذكرى للنبيه، فقيهاً لمن لا يحضـره الفقيه، غُنيةً للطالب، وكفايةً في