اعلم أنَّ السائل في المرّة الثانية سأل أوّلًا عن الواحد المُتكثّر، و الجواب عنه أنّه الصادر الأوّل المُعبّر عنه في بعض الاصطلاحات بالعقل الكلي [1]
قوله قدّس سرّه: في تحقيق الجواب الثاني .... إلى آخره.
قد حان حين ما انكشف الحجاب عن وجه المحبوب، و آن أوان ما نلقى النقاب المُلقاة على المطلوب، فاعلم هداك اللَّه تعالى إلى دار القرار و رزقك التجافي عن دار البوار: أنّ الوحدة كلّها و الفردانيّة جلّها من عالم الوجوب و الوجود مُودعة ممّا وراء الغيب على الغيب و الشهود، خارجة عمّا وراء الأستار إلى الأنظار، و إلّا فجميع العوالم الّتي كتب على نواصيها التعيّن و التقييد، و البس عليهم لباس التقدّر و التحديد، و قُدّ عليهم قدر معلوم، و رسم على وجوههم رسم مرسوم، من ذاتها التكثّر و الغيريّة، و من حقيقتها الحيث و الحيثيّة، لا يحوم حولها الوحدة إلّا إيداعاً، و لا تدخل في دار الهوهويّة إلّا إيداعاً.
و لكنّها مع الكثرة و التفرّق من جبلّة كل منها الميل إلى عالم الوحدة و العشق بدار