توحّده، و تفرّد بالتفريد [1] في تفرّده، انبجست [2] منه الكثرات بجملتها لوحدته، و ابتدأت منه الموجودات [3] برمّتها [4] لفرديته، سبحانه و تعالى في كبرياء تقدّسه، و الصلاة على نبيّ الرحمة، و مجمع بحري الوحدة و الكثرة إنسان العين، و عين الإنسان، و العالم بالبيان، محمّد المبعوث على الإنس و الجانّ [5] و المنعوت بنعوت الفرقان، و الموصوف بأنَّ خلقه القرآن [6] و على وصيّه الّذي تشعّب منه أولاد النّبيّ، و تأحّد معه في سَيره الأنواري بالنصّ الجليّ [7] و على آله الّذين هم تقاسيم وجود النّبيّ و الوليّ، و هم أولياء الرحمن، و المقصود من إيجاد الأكوان [8] ما جرى الجاري على الجامدات، و فضل الزائد على الناقصات.
أمّا بعد: فالفقير إلى اللَّه الغنيّ، و المُتمسّك بحبل النبيّ الامّي، مُحمّد المُشتهر بسعيد الشريف القُمّي يقول: إنَّ الحكمة كلّ الحكمة، ما ورد في الكتاب و السُنّة، و العلم حقّ العلم ما صدر عن مدينة العلم [9] و إنَّ في أخبار الأئمّة الطاهرين لبلاغاً لقوم عابدين، إنَّ في ذلك لذكرى للعالمين، كيف لا؟
[4] برمتها: بجملتها أو كلها، يقال أخذت الشيء برمته أي كله. لسان العرب 5: 323 رمم.
[5] انظر الاحتجاج للطبرسي 1: 527 و 528، تفسير كنز الدقائق 9: 469، مفاتيح الجنان: 596 زيارة إبراهيم ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله.
[6] انظر مسند أحمد بن حنبل 6: 91 و 163، شعب الإيمان 2: 153/ 1425 و 1427.
[7] انظر بحار الأنوار 99: 130/ 1 و 25: 3/ 5، اصول الكافي 1: 365/ 3، تفسير علي بن إبراهيم القمي 2: 335، علم اليقين 1: 515.
[8] نهج البلاغة: كتاب 28 من كتاب له عليه السلام إلى معاوية، علم اليقين 1: 381، جامع الأسرار و منبع الأنوار: 9 و 10، كلمات مكنونة للفيض الكاشاني: 126، مفاتيح الغيب: 14.
[9] اقتباس من أحاديث الرسول صلى اللَّه عليه و آله: (أنا مدينة العلم و علي بابها) انظر على سبيل المثال مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: 426 و 427/ 2، بحار الأنوار 33: 53/ 395.