responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 1  صفحه : 103

..........


الثابتة فليس تكثّراً حقيقيّاً وجودّياً، بل التكثّر إمّا باعتبار معانٍ معقولة في غيب الوجود الّتي هي مفاتيح الغيب و يتعيّن به شؤوناته و تجلّياته، فهي في الحقيقة موجودة في العقل غير موجودة في العين، أو يرجع إلى العلم الذاتي؛ لأنّ علمه تعالى ذاته بذاته أوجب العلم بكمالات ذاته في مرتبة أحديّته، ثمّ المحبّة الإلهيّة اقتضت ظهور الذات لكلّ منها على انفرادها متعيّناً في حضرته العلميّة ثمّ العينيّة، فحصل التكثّر فيها، كذا قال بعض الأعلام نقلته مُلخّصاً [1].

أو التكثّر يرجع إلى التكثّر بحسب مراتب السلوك؛ فإنّ السالك في أوّل سيره يتأحد عنده المتكثّرات، و يلبس لباس الإطلاق على التعيّنات، و يستهلك المُتفرّقات في حقيقة جمعيّة، و ينفي المتخالفات في ذاتٍ أحديّة، فعلًا كان أو أثراً، صفةً كان أو ذاتاً، فرجع الكلّ إلى أصلٍ واحد و الجلّ إلى جذر فارد.

و في أواخر هذا السلوك يلاقي الأعيان الثابتة و صور الأسماء الإلهيّة فيفنيها و يستهلكها في الذات ذي الصورة، إلى أن يرحل راحلته إلى الحضرة الأسماء الإلهيّة، و يُنيخ راويته إلى باب أبواب الربوبيّة، فيرى الكثرة الأسمائيّة أوّل كثرة وقعت في دار الوجود، و منها نشأت الكثرات في الغيب و الشهود، فيستهلكها في الذات الأحد الفرد الصمد، فيتجلّى عليه حضرة الواحد القهّار لا شريك له في الذات و الصفات و الآثار و الأفعال، فيستهلك عنده بقوّة السلوك هذه الأسماء في الهويّة الغيبيّة، فلا يبقى من الكثرة عين و لا أثر، و لا من السالك اسم و لا خبر، فيترنّم لسان حاله و قاله بلسان الحقّ المُتعال، و يقول: يا هو يا من هو يا من لا هو إلّا هو.

كلّ ذلك بشرط رفض الأنانيّة و عدم بقاء جهات النفسانيّة، و إلّا فمع بقائها و لو

______________________________

[1] انظر تعليقة الإمام على الفصوص: 24 و 25.

نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست