نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 102
إذ النفس فعلها في المادّة، فلا تكون المادّة فعلًا لها و لا هي تسبقها، و كذا المادّة؛ إذ لا يتأتى منها أصلًا، و الصورة إنّما وجودها بالمادّة، فكيف تكون فاعلة لها؟! و الجسم مُتأخّر عن المادّة و الصورة، فلا يكون شيء منها بأوّل صادر عن المبدأ، فبقي أن يكون العقل هو الصادر الأوّل، فلو لم يكن العقل كلّ الأشياء يلزم من صدوره عنه تعالى أن يكون له سبحانه جهة خصوصيّة بالنسبة إليه دون ما سواه، و قد استحال ذلك كما قلنا فوجب من ذلك بالضرورة أن يكون هو كلّ الأشياء.
و هذا برهان شريف على وحدة العقل مع تكثّره بوجهٍ ما، و قد تفرّدت بفهمه عن اللَّه تعالى، إلّا أنّي بعد ذلك وجدت في كلام المُعلّم الأوّل ما يمكن أن يرجع إلى هذا، و هو قوله في اثولوجيا بعد سؤال و كلام: فلمّا كان- أي المبدأ الأوّل- واحداً محضاً انبجست منه الأشياء [1] انتهى.
و بالجملة: ليس الكثرة الّتي نقولها في العقل كالكثرة الّتي هناك، حاشاه من ذلك، بل هو في كمال البساطة و أجمع الجمعيّة و أشدّ الوحدانيّة، و إنّما الكثرة ليست في ذات العقل، بل كثرة بعد الذات، و أمّا البارئ القيّوم فلا كثرة عنده أصلًا لا في الذات و لا مع الذات و لا بعد الذات و ذلك من
قوله: انبجست منه الأشياء ...
و قد عرفت معنى كلامه في أوّل الرسالة عند قوله: انبجست منه الكثرات بجملتها لوحدته.
قوله: و أمّا البارئ القيّوم فلا كثرة عنده أصلًا ... إلى آخره.
و أمّا التكثّر الأسمائي و الصفاتي و التكثّر الواقع في صور الأسماء أي الأعيان