responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 0  صفحه : 12

لكن نضرب لك مثالا واحدا يلمسك الحقيقة باليد، و هو أنّ لجمال الدّين أبي منصور الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهّر، المشتهر بالعلّامة الحلّيّ- قدّس اللّه روحه- كتابا سمّاه تذكرة الفقهاء، و هو كتاب كريم كبير جدّا في الفقه المقارن الاستدلاليّ- أعني الفقه على المذاهب الخمسة: الجعفريّ، و الحنبليّ، و الحنفيّ، و المالكيّ، و الشافعيّ و كان وافيا ببغية من جنح إلى الاطّلاع على موارد الخلاف بين المذاهب، و طبع مرّة بالطبع الحجريّ على صورة مشوّهة لا يرغب فيها دون أيّ تحقيق أو تصحيح و لم يقم أحد من العلماء إلى الآن بتنميقه و ترويجه فلذا ترك كأمثاله مجهولا مع شدّة الحاجة إليه، كرّت عليه الأعوام و القرون و أهل العلم عنه منصرفون و كان نتيجة ذلك: تسرّع الطلّاب إلى اقتناء نسخ كتاب «الفقه على المذاهب الأربع» مع أنّه لا يوفي بالغرض المقصود و هو صرف نقل الفتاوي كما هو المشهود و تجافى نفوس المحقّقين عن الطمأنينة إليه و الثقة به فهو كالجدول الصغير، و هيهات بين النهر الكبير و الجدول الصغير، نسأل اللّه تعالى أن يقيّض رجالا للعناية بشأنه و القيام بطبعه و نشره ليستضي‌ء الجيل الغابر بنوره كما تعطّر الماضي بعبيره.

و هذا واحد من مئات بل ألوف، علمه من كان ذا اطّلاع و وقوف، أيقظنا اللّه من هذه الغفلة العجيبة الّتي استحوذت على قلوبنا و تلك النومة العميقة الّتي استولت على مشاعرنا، و نعتذر إلى القراء الكرام في هذا المقام إذ خرجت عن موضوع الكلام، فتلك شقشقة هدرت، و كلمة صدرت.

وفاته و مدفنه‌

توفّي- رحمه اللّه- بالرّي سنة 381 الهجريّ القمريّ في العشر الثامن من عمره و قبره بالرّي في بستان عظيم، بالقرب من قبر سيّدنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ- رضي اللّه عنه- و هو اليوم مشهور يزار، له قبّة عالية و قد جدّد عمارتها السلطان فتحعلي شاه قاجار سنة 1238 تقريبا بعد ما ظهرت كرامة شاع ذكرها في الناس و ثبتت للسلطان و امرائه و أركان دولته، ذكر تفصيلها جمع من الأعاظم كالخوانساري في الرّوضات،

نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 0  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست