نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 11
الآراء السخيفة، و الشناشن الافنة، و العقليات الطائشة، و ما
يجر علينا من الويلات.
و هم يحسبون أنهم يحسنون
صنعا، و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون، كأنّه غلبت على
عقولهم مباهج هؤلاء الناكبين عن الصراط و ظواهر ألفاظهم المعجبة و استولت على
قلوبهم فيتحرون الحقيقة وراء نارهم يزعمون أنّها نور لقلة رشدهم يتطلبون في الماء
جذوة نار، و يطلبون الدرياق من فقم الافاعى مع ما عندنا ببركة ولاء أهل البيت (ع)-
الذين هم عيبة علم اللّه و موئل حكمه و جبال دينه- من كتب العلماء و الفطاحل و
أساطين المذهب ما تخضع له الاعناق، و تخبت به القلوب، و تصبو إليه النفوس، فأين
يتاه بهم و كيف يعمهون و عندهم أضعاف ما عند غيرهم أ ما يعلمون؟! ويحهم أ فحسبوا
أن اللّه عزّ و جلّ رفعهم و وضعنا، و أعطاهم و حرمنا و أدخلهم في رحمته و منعنا،
كلا ما هكذا الظنّ به.
كلّ هذه معرّة التغافل و
التسامح، و الصفح عن الواجب المأمور به في حفظ الكيان و ذنب التساهل و عدم العناية
بشأن الكتب و لا سيّما المخطوطات، و نتاج الجموح عن تحمّل المسئوليّة أو إحساسها،
و لا أريد في هذا المقام أن ازعجك بتطويل الكلام بل أودّ أن تقف عند هذه الملاحظة
حتّى ترى بعينى الحقيقة و دقّة النظر ما ينطوي عليه موقفنا و موقف تراثنا العلميّ
المذهبيّ من الخطر، إذ نحن تقاعسنا عن بذل كلّ مجهود في هذا السبيل، و ليس بعيب
لنا أن نواجه الحقائق أو نرى بعين الواقع، فكم لنا من كتاب مخطوط نفيس و نحن بحاجة
ماسّة إليه تركناه في رفوف المكتبات مهجورا و في هوّة الإهمال مستورا و لم نسع
خطوة في سبيل طبعه أو قدما لا برازه و نشره، فبقي مكتوما مغفولا عنه لا يعلم به
أحد و لا ينتفع به طالب كالسرّ المكتوم أو الكنز المدفون.
نعم غاية جهدنا أن نعتزّ
في نوادي الفضلاء و نقول: نسخة الكتاب الفلاني في مكتبة فلان و نسخة له اخرى عند
فلان، و نفتخر و يفتخرون، و نباهي و يباهون، و نبتهج و يبتهجون و هو كما ترى جعجعة
بلا طحن، و جلجلة بلا مطر، و هذا هو الحقّ المبين و الحقّ أبلج فلا يحتاج إلى
زيادة البراهين.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 11