responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 346

الصنع ثناء على الصانع فهو يثنى على نفسه بذلك الثناء، إلا أن الأشياء بالطبع مثنية على أنفسها حامدة لها و لا تذم غيرها فهي عالمة بإلهها الذي تعين بأعيانها فهي عالمة بصلاتها و تسبيحها، بخلاف الجاهل فإنه لاستحسانه صنعته و محبته إياه يذم معتقد غيره، و ذلك لأن مصنوعه يلائمه، و مصنوع غيره لا يلائمه فيذمه (فهو ظان ليس بعالم فلذلك قال تعالى أنا عند ظن عبدى بى أي لا أظهر له إلا في صورة معتقده فإن شاء أطلق و إن شاء قيد، قاله المعتقدات تأخذه الحدود فهو الإله الذي وسعه قلب عبده، فإن الإله المطلق لا يسعه شي‌ء لأنه عين الأشياء و عين نفسه، و الشي‌ء لا يقال فيه يسع نفسه و لا لا يسعها فافهم، و الله يقول الحق و هو يهدى السبيل) إنما قال تعالى أنا عند ظن عبدى لأنه بكل شي‌ء محيط بأحديته المطلقة فلا بد أن يحيط بجميع الصور الحسية و الخيالية و الوهمية أو بالعقلية الظنية و العلمية، فعلى أي وجه يكون ظن العبد في معتقده من تشبيه حسى أو خيالى أو وهمى أو تنزيه عقلى، فاللّه هو الظاهر بصورة معتقده ذلك، و لا يظهر له إلا بتلك الصورة أطلق أو قيد، و الإطلاق ليس من شأن العقل و ما دونه من المدركات لأن العقل مقيد إلا المقيد بقيد الإطلاق، فإنه أيضا مقيد لا مطلق من حيث هو بالحقيقة، فلا بد لإله المعتقدات أن تأخذه الحدود المميز بعضها عن بعض، فهو الذي وسعه قلب العبد المؤمن بالإيمان العيني، فإن المعتقد لا يكون إلا في القلب، و أما الإله المطلق الذي هو عين كل شي‌ء فلا يسعه شي‌ء إلا قلب العارف الذي هو عين الكل، فإنه متقلب مع الحق في إطلاقه و تقيده لتجرده عن تعينه، و تعينه لفنائه في الحق و بقائه، فهو قلب الحق متعين بالتعين الأول الحقي الذي يستهلك جميع التعينات فيه، و أما قوله: الشي‌ء لا يقال و مع نفسه و لا لا يسعها، فالمراد أنه لا يقال إنه عرف بحسب الحس، و أما بحسب العلم فقد يسع نفسه فإن الله يقول- وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِلْماً- و عن قول الملائكة- رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً- و لا شك أنه تعالى عالم بذاته فهو يسع نفسه علما و كيفا، و قال الشيخ في الفص الإسحاقى بهذه العبارة لو أن ما لا يتناهى وجوده إلى آخر ما قال، و مثله أجل و أعلى منصبا من أن يكون في كلامه تناقض حاشاه من ذلك فهو محمول على أن الأمر تنزيه و تشبيه، و الله تعالى لا يكون مشهودا بالبصر من حيث التنزيه كما ذكر في قوله تعالى- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ- بل يكون معلوما بالقلب و يكون مشهودا بالبصر من حيث التشبيه، و الظاهر في صورة المعتقد لا يكون إلا مشهودا، فمن ثم قال: هو الذي يسعه عبده المؤمن: أي من حيث الشهود و لا يسعه‌

__________________________________________________

فظهور الحق في قلب عبده غير ظهوره في مرتبة إطلاقه، فالحق واحد حقيقى و التعدد بحسب الأسماء و الصفات في مرتبة يقال الإله المطلق و في مرتبة الإله المحدود و غير ذلك من المراتب فالأمر واحد فافهم بالى.

نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست