و لا يمكن ان يكون فى ماده , او يخالطه ما بالقوه , اريتاخر عنه شى ء من اوصاف
جلاليه ذاتيا او كليا .
و اول ما يبدع عنه عالم العقل و هو جمله تشتمل على عشره من الموجودات , قائمه
بلا مواد , خاليه عن القوه و الاستعداد . عقول زاهره و صور باهره , ليس فى
طباعها ان يتكثر او يتغير . كلها مشتاق الى الاول و الاقتداء به والاظهار لامره ,
واقف من قربه , والالتذاذ بالقرب منه سر مد الدهر على نسبه واحده .
ثم العالم النفسى و هو يشتمل على جمله كثيره من ذوات معقوله ليس مفارقه
للمواد كل المفارقه بل هى تلابسها نوعا من الملابسه , و موادها مواد ثابته سماويه
, فلذلك هى افضل الصور الماديه . و هى مدبرات الاجرام الفلكيه , و بواسطتها
العنصريه . و لها فى طباعها نوع من التغير , و نوع من التكثر لا على الاطلاق . و
كلها عشاق للعالم العقلى . كل عده مرتبطه بواحد من العقول العشره . فهو عاقل
على المثال الكلى المرتسم فى ذات المبدا المفارق , مستفاد عن ذات الاول الحق .
ثم عالم الطبيعه و يشتمل على قوى ساريه فى الاجسام , ملابسه للماده على التمام ,
تفعل فيها الحركات و السكونات الذاتيه , و يؤتى عليها الكمالات الجوهريه على
سبيل التسخير فهذه القوى كلها فعاله .
و بعدها العالم الجسمانى , و هو ينقسم الى اثيرى و عنصرى , و غايه الاثيرى
استداره الشكل , و اسمراره ( كذا و استمرار ظ ) استعراق الصوره للماده ,
و خلو الجواهر عن المضاده . و خاصيه العنصرى التهيؤ للاشكال المختلفه , و الاحوال
المتغائره , و انقسام الماده بين الصورتين المتضادتين ايتهما كانت بالفعل
كانت الاخرى بالقوه , و ليس وجود احدهما لها وجودا سرمدا بل وجودا زمانيا . و
مباديه الفعاله فيه من القوى السماويه بتوسط الحركات . و يسبق كماله الاخير
ابدا ما بالقوه , و يكون ما هو اول فيه بالطبع آخرا فى الشرف و الفضل . و لكل
واحده من القوى المذكوره اعتبار