ان يكون قوله تعالى
كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير
اشاره الى هاتين المرتبتين من العلم كما فى قوله تعالى و
آتيناه الحكم و فصل الخطاب
. فالحكمه للايات يعنى وجودات الممكنات التى هى آيات داله على ذاته هى
عباره عن وجودها الجمعى و كونه كتابا لاجتماع المعانى فيه , و تفصيلها عباره عن
وجودها الامكانى الافتراقى . و انما سمى الكتاب كتابا لضم حروفه و كلماته بعضها
الى بعض ماخوذ من كتيبه الجيش و هى لطائفه من الجيش مجتمعه .
و لا جل هاتين المرتبتين من العلم سمى كتاب الله قرآنا و فرقانا باعتبارين
فالقرآن هو الحكمه و هو العقل البسيط و العلم الاجمالى فى عرف الحكماء و
الفرقان هو تفصيل الكتاب و فصل الخطاب و هو العقل التفصيلى و العلم النفسانى
المنتقل من صوره ( و مقام ) الى اخرى .
و اعلم ان سائر الكتب النازله على الانبياء ليست تسمى قرآنا كما ليست تسمى
كلام الله لاجل هذه الدقيقه فان علومهم ماخوذه من صحائف الملكوت ( الكليه )
السماويه حسب مقاماتهم فى تلك الطبقات . و اما الرسول الخاتم صلى الله عليه
و آله و سلم فعلمه فى بعض الاوقات كان ماخوذا من الله فى مقام لى مع الله بلا
واسطه جبرئيل عليه السلام و لا غيره من ملك مقرب والله اعلم .
در عبارات آن جناب اشاراتى لطيف و دقيق است . از آن جمله اينكه ادراك علم
اجمالى حق سبحانه در عين كشف تفصيلى را كمل و راسخون در علم مى توانند و خودش
را در زمره آنان مى بيند كه , بشكرانه آن الحمدلله الذى هدانا فرموده است . و از
آن جمله , كريمه
كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير
اشاره به اين دو مرتبه علم اجمالى جمعى قرآنى است كه
كتاب احكمت آياته
, و علم كشف تفصيلى فرقانى و افتراقى است , كه ثم فصلت . و همچنين قول خداوند
سبحان و آتيناه الحكم و فصل الخطاب , كه آتيناه الحكم دال بر مرتبه اولى , و
فصل الخطاب دال بر مرتبه ثانيه است .