واذكر حديث حصين [1] بن المنذر الثقة الرضى أعنى أبا عمران إذ قال : ربى في السماء لرغبتي ولرهبتي أدعوه كل أوان ، فاقره الهادى البشير صلى الله عليه وسلم سخف عثمان بن سعبد في التمسك بحديث حصبن في الفوقبة [1] غلط الناظم في اسم والد حصين كما يظهر من الكتب المؤلفة في الصحابة ، وإسلام حصين صاحب القصة مختلف فيه ووصفه بالثقة الرضى مطلقا مجازفة وأقل ما يقال فيه إنه لم يكن ثقة ولا رضى حين المحادثة على تقدير ثبوت الخبر ولسنا في صدد استقصاء جهالات الناظم ويريد بحديث حصين ما رواه أحمد بن منيع عن أبى معاوية عن شبيب بن شيبة عن الحسن عن عمران ابن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى : " كما تعبد اليوم إلها ؟ فقال ستة في الأرض وواحدا في السماء ، قال : فايهم تعدهلرغبتك ورهبتك ؟ قال : الذى في السماء .

قال يا حصين ، أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك ، فلما أسلم قال يارسول الاله علمني الكلمتين ، قال : " قل اللهم ألهمنى رشدي وأعذني من شر نفسي " .

وأخرجه عثمان بن سعيد السجزى الدارمي عن ابن منيع إلى " الذى في السماء " فقط في كتاب النقض محتجا به على إثبات الحد والنهاية والمكان له تعالى حتى قال : فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على الكافر إذ عرف أن إله العالمين في السماء فحصين الخزاعى في كفره يومئذ كان أعلم بالله من المريسى وأصحابه .

وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء وحدوه بذلك .

وكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية ا ه‌ " راجع معقول ابن تيمية في هامش منهاجه ( 2 - 30 ) تجده ينقل ذلك عنه بنصه وفصه بدون استنكار ، والناظم اتبع له من ظله في كل صغير وكبير ﴿ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ﴾ ( النور : 40 ) وعثمان الدارمي ‌ (