ي إثبات التأويل الذي هو العلم ويشتمل [1] على سبعة براهين لمايرد من جهة الرسل من التنزيل والشريعة .
البرهان الاول : لما كانت العقول والانفس لاسبيل لها إلى معرفة
المعاد وما قد غاب عن الحواس إلا من جهة الامثلة المحسوسة التي يرسمها
الرسل عليهم السلام ، ومن تلقاء وضائعهم وتعليمهم ، وكان سيد الانبياء
وخاتمهم محمد [2] المصطفى صلى الله عليه وعلى آله ، قد أفاد الامثلة
المحسوسة التي هي الحكمة البالغة ، وجب أن تكون هذه الحكمة مضمونا في أفقها
لتقبلها وموافقة لقضاياها فتستمسك بها ، وملحقة إياها أنوارها فلا تنسلخ
منها .
ولما كان ما جاء به محمد ( صلعم ) من القرآن والشريعة مخالفا ظاهره لاحكام العقل ، مثل قول الله تعالى :
﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ﴾