البرهان الاول : نقول : إن السبيل إلى معرفة ما يراد معرفته من
طرق ثلاثة : إما من جهة الحس على ما ينقسم إليه من سمع ، وبصر ، وشم ، وذوق
، ولمس ، وهو المأخذ به أولا في معرفة ذوات الاشياء .
وإما من جهة العقل على ما توجبه قضاياه وتقاسيمه بواسطة الحس ، وإما
من جهة البرهان والاستدلال الذي يقوم من بين الحس والعقول جميعا .
ولما كان الصانع ليس بذي كيفية فيكون مدركا بحس ، ولا بذي سمة فيكون
معقولا يعقل كان السبيل [1] إلى إثباته من جهة إقامة البراهين من بين
الحس والعقل على صنعه الذي هو أكبر شهادة .
وإذا كان ذلك كذلك ، وكنا إذا عللنا العالم ودللنا على حدثه كان بحدوثه وجوب المحدث الصانع ، كالمضروب إذا قامت الشهادة