نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 78
بين يديك موقف المحاكمة ، وبملأ من الناس، وهي تبسط دعواها لإثبات النحلة لفدك ، وتدعيم قولها بالبرهان مستدلة عليك بقوله تعالى : ﴿ وآت ذا القربى حقه ﴾ وهل هناك مصداق لهذه الآية غيرها ؟ فكان جوابك لها مداورة ومغالطة قائلاً لها :
« أنت أعزّ الناس عليّ فقراً ، وأحبهم إليّ غنى ، لكني لا أعرف صحة قولك ، فلا يجوز أن أحكم لك » .
فأتتك بالشهود من الثقات فرددت شهادتهم .
هل كنت لا تعرف صحة قولها ، وهي سيدة نساء العالمين ، وهل تراها مع
بينتها من أهل الزور والعدوان ؟ « كلا بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل
، والله المستعان على ما تصفون » .
ولما أدعتك ميراثها ولم تورثها ، وأخذت تقابلها بمعسول القول لأجل كسب رضاء الجماهير فقلت لها :
« يا بنت رسول الله ، والله ما خلق الله خلقاً أحب عليّ من رسول
الله أبيك ، ولوددت أن السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوك . والله لئن
تفتقر عائشة أحب إلي من أن تفتقري ، أتريني أعطي الأبيض ، والأحمر حقه ،
وأظلمك ؟ وأنت بنت رسول الله ، إن هذا المال لم يكن للبنين ، وإنما كان
مالاً من أموال المسلمين ، يحمل به النبي الرجال ، وينفقه في سبيل الله ،
فلما توفى وليته كما كان يليه . . . »
إنها لم تطالبك من أموال المسلمين ، فإنها أعلم بأحكام الله من
غيرها ، وإنما جاءت تطالب ميراثها ، ومنحتها ، وقد ردت عليك ابنتي وقد ملأ
الأسى قلبها فقالت لك :
« والله لا كلمتك أبداً » .
فرددت عليها :
« والله لا أهجرنك أبداً » .
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 78