responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 223

وقلت فيه : « من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال علياً ، وليوال وليه ، وليقتدي بأهل بيتي من بعدي فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي[1] » .

يا عائشة لم يخف عليك شيء من فضل علي ، وأنت صاحبة الذكاء المفرط التي كنت تحفظين عني أربعين الف حديث ، وأنت صاحبة المكانة المرموقة في المجتمع الاسلامي ، وقد توفيت عن تسع زوجات ، ولم تكن واحدة منهن يرجع اليها الشيخان في الفتيا غيرك ، وكان عمر وعثمان يرسلان اليك فيسألانك عن السنن ، ولم يفضل عمر واحدة من نسائي عليك ، وقد فرض لأمهات المؤمنين عشرة آلاف ، وزادك عليهن الفين ، وقال : إنها حبيبة رسول الله .

يا عائشة : ألم تسمعِ منّي النص القاطع ، والبيان الصريح في خلافة علي من بعدي ، وذلك حينما كنت في الدار وأنت وأم سلمة معي إذ جاء أبوك ومعه صاحبه عمر فطرقا الباب ، فقمت مع أم سلمة إلى الحجاب . . فلما أذنت لهما وسلّما عليَّ صار يحدثان عما جاءا به قائلين :

« يا رسول الله لا ندري قدر ما تصحبنا . فلو أعلمتنا من نستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزع ؟ »

فرميت ببصري الى بعيد وقلت لهما :

« أما اني أرى مكانه » .

وتوقعا أن ادلهما عليه ، فهززت برأسي متأسفاً عليهما وقلت :

« لو فعلت لتفرقتما عنه كما تفرق بنو اسرائيل عن هارون بن عمران » .

فغضا طرفيهما ، وخرجا لا يلويان على شيء ، وقد عرفا من أعني ، وذلك لما سبق مني غير مرة ما قلته في علي من تشبيهه بهارون في محنته وبلائه ، فقد قلت فيه : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » .


[1] كنز العمال 6 / 217 .

نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست