إن منزلة عمار عندي لا تساويها منزلة أحد من أصحابي وذلك لأنه مع الحق ، والحق معه يدور الحق حيثما دار .
وقد نقم عليك عمار لما سلكت غير الجادة ، وشذذت عن طريق العدل وقد
نكّلت به واعتديت عليه ولم تحفظ وصيتي فيه وحبي له لقد أنكر عليك في مواضع
وهي كما يلي :
1 ـ ان اعلام الصحابة لما رفعوا اليك مذكرة سجلوا فيها أحداثك وبدعك رع إليك المذكرة فاندفعت إليه وأنت مغيظ محنق قائلا له :
أعليَّ تقدم نت بينهم ؟
ـ إني أنصحهم لك .
ـ كذبت يا ابن سمية .
ـ أنا والله ابن سمية ، وابن ياسر .
فأمرت غلمايك فمدوا بيديه ورجليه ، ثم ضربته برجليك في الخفين على
مذاكيره فاصابه الفتق ، وكان ضعيفا فأغمى عليه [2] ولم ترعُ شيخوخته ، ولا
عظيم بلائه ، وعنائه في الإسلام فاعتديت عليه وأهنته ، وهلا كانت هذه
الاندفاعات منك على الأمويين الذين استباحوا ما حرم الله ، وانتهكوا
الكرامات ، فلا حول ولا قوة الا بالله .
2 ـ لما نفيت الصحابي العظيم أبا ذر صاحبي وخليلي إلى الربذة وتوفى
فيها غريبا بائسا ، وجاء نعيه إلى يثرب قلت أمام جماعة من الناس مستهزءاً
به .
« رحمه الله » .
فقال عمار : « نعم رحمه الله من كل أنفسنا .. »
فورم أنفك ، وانتفخت أوداجك ، وقابلت عمار بافحش القول فقلت له :